الصداع الناتج عن قلة النوم

الصداع الناتج عن قلة النوم، هو موع من ألم الرأس ينتج عن الحرمان من النوم أو عدم النوم بشكل كافي وجيد، تعرف على أسباب وأعراض وتشخيص وعلاج الصداع الناتج عن قلة النوم.

الصداع الناتج عن قلة النوم
الصداع الناتج عن قلة النوم

الصداع الناتج عن قلة النوم

النوم الكافي والراحة ضروريان لصحة الإنسان النفسية والجسدية.  يستعيد جسم الإنسان أثناء النوم وظائفه المهمة مثل الجهاز المناعي والدورة الدموية والهرمونات. 

والحرمان من النوم ليلاً يمكن أن يؤدي إلى أعراض عصيبة مثل الصداع .  في هذه المقالة من بيوتيتوب سنعطي لمحة عامة عن الصداع الناتج عن قلة النوم، بالإضافة إلى خيارات العلاج المحتملة والمناسبة لكل حالة. 

الصداع بشكل عام هو ألم يحدث في أجزاء مختلفة من الرأس بالإضافة إلى الوجه أو أعلى الرقبة. يحدث الصداع عادة بسبب عوامل مثل قلة النوم والتعب والتوتر والجوع. وهناك أنواع مختلفة من الصداع. يكون هذا الألم في الصداع أحيانًا حادًا ومنتشرًا مناطق كثيرة من الرأس في بعض الأحيان.

العلاقة بين الصداع وقلة النوم

تشير الدراسات إلى وجود صلة بين أنواع معينة من الصداع وقلة النوم، لكن طبيعة هذه العلاقة لا تزال غير واضحة علميًا. 

يبدو أن هذه الأنواع من الصداع ربما تكون ناجمة عن اضطراب في التوازن بين النوم واليقظة في الجسم.

يمتلك جسم الإنسان ساعة بيولوجية يتم تنظيمها وفقًا للدورة اليومية. وبالتالي، أي حرمان من النوم يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم بشكل سلبي. لذا فإن أي تغييرات تعطل نمط النوم والاستيقاظ يمكن أن تؤدي إلى الصداع، مثل:

يوصى بأن ينام البالغون ما بين سبع وتسع ساعات في الليلة. لأن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى آثار صحية ضارة وتضعف وظائف الجسم المختلفة.

يُعتقد أن الآليات المشاركة في تنظيم دورة النوم تلعب دورًا كبيرا في حدوث الصداع، أهمها:

  • الجهاز الجليمفاوي (الآلية المسؤولة عن إزالة المخلفات من المخ).
  • المرسلات الكيميائية مثل السيروتونين (مادة كيميائية تساعد على اليقظة).
  • هياكل الدماغ مثل جذع الدماغ وما تحت المهاد (التي تنظم مراحل مختلفة من النوم).

يصاب بعض الناس بالصداع بشكل أكبر بسبب قلة النوم. تشمل هذه الحالة الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المزمنفالأشخاص الذين ينامون بشكل روتيني أقل من الكمية الموصى بها والأشخاص الذين يعانون من الإجهاد المزمن هم أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من غيرهم.

الصداع الناتج عن قلة النوم

أنواع الصداع الناتج عن قلة النوم

صداع نصفي

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي. بل يعتبر الصداع النصفي نوعًا خاصًا من الصداع ويعتبر مرضًا عصبيًا لتأثيره على الدماغ. يؤثر الصداع النصفي المزمن بشدة على الحياة اليومية والأداء الاجتماعي. 

أهم أعراض الصداع النصفي هي:

  • الدوخة
  • القيء
  • الغثيان
  • حساسية الصوت
  • اضطرابات بصرية
  • ألم شديد في جانب واحد من الرأس

لا يزال الباحثون يدرسون العلاقة المعقدة بين الصداع النصفي والحرمان من النوم. يظهر البحث الحالي أن:

  • كل من قلة النوم والإفراط في النوم تعتبر من مسببات الصداع النصفي الشائعة.
  • الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم بما يصل إلى 8 مرات أكثر من الأشخاص العاديين.

قد تساهم اضطرابات النوم في الانتقال من الصداع النصفي العرضي (أقل من 15 نوبة صداع نصفي شهريًا) إلى الصداع النصفي المزمن (15 أو أكثر من الصداع النصفي شهريًا) لدى بعض الأشخاص.

صداع الرأس

صداع الرأس أو صداع التوتر شائع جدًا بين الناس. يوصف هذا النوع من الصداع عمومًا بأنه ضغط أو شد للعضلات على جانبي الرأس. وقد يبدأ صداع التوتر هذا من الجبهة ويستمر حتى مؤخرة الرأس.

تشير الدراسات إلى أن قلة النوم يمكن أن تسبب صداع الرأس.  الى جانب أن الوطاء وهو جزء من تركيبة المخ يلعب دورًا مهمًا في صداع التوتر. الوطاء هو جزء من الدماغ يساعد على التحكم في الهرمونات وتنظيمها. عن طريق إرسال إشارات الدماغ، حيث يخفض الوطاء عتبة الألم في الجسم ويسبب صداع التوتر.

تشير الدراسات إلى أن قيلولة قصيرة بعد نوبة من الأرق أيضا يمكن أن تسبب صداع التوتر باستمرار في اليوم التالي.

الصداع العنقودي وصداع النوم

وهما نوعان من الصداع النادر الذي يحدث في الليل ويرتبط أيضًا بقلة النوم:

  • الصداع العنقوديعادة ما يحدث هذا الصداع المؤلم في المساء أو في الصباح الباكر ويسبب ألما شديدا حول العينين. وغالبًا ما يكون هذا الصداع أقصر من أنواع الصداع الأخرى وعادة ما يستمر من خمس دقائق إلى ساعتين. تشير الأبحاث إلى أن التحول من نوم حركة العين السريعة (REM) قد يلعب دورًا في ظهور نوبات الصداع العنقودي.
  • صداع النوميُعرف أحيانًا باسم صداع المنبه. صداع النوم يوقظ الشخص ويبدأ في نفس الوقت من الليل. الا أنه عادة لا يستمر صداع النوم هذا لفترة طويلة. يبدو أن هذا النوع من الصداع مرتبط باضطراب في إنتاج الميلاتونين في الجسم (الهرمون الذي يسبب الشعور بالإرهاق).

أعراض أخرى للحرمان من النوم

يُعرَّف الحرمان من النوم بأنه النوم أقل مما يحتاجه الجسم للحفاظ على الصحة البدنية والعقلية المثلى.

الشعور بالتعب هو أول أعراض قلة النوم. لكن تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

  • آلم الجسد
  • انزعاج في المعدة
  • صعوبة في التركيز
  • التغيرات المزاجية أو السلوكية
  • الارتباك والهلوسة والبارانويا
  • مشاكل التخطيط والتنظيم
  • انخفاض طفيف في درجة حرارة الجسم (الشعور بالبرد).

مدة النوم التي يحتاجها الانسان

يحتاج معظم البالغين الأصحاء من سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة، لكن هذا المقدار يختلف من شخص لآخر. يحتاج بعض الأشخاص إلى مزيد من النوم، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى قدر أقل من النوم حسب العمر ومستوى نشاطهم. بشكل عام، يمكن أن تتغير الحاجة إلى النوم مع التطور في العمر.

يمكنك بسهولة تحديد مقدار النوم الذي تحتاجه بنفسك. وللقيام بذلك، اذهب إلى الفراش عندما تكون متعبًا تمامًا وتشعر بالنعاس. نم بشكل مريح حتى تستيقظ بشكل طبيعي. تُعرف هذه المدة الزمنية بحاجتك العادية للنوم. بالطبع، هذا غير ممكن للأشخاص الذين لديهم أطفال، وجداول العمل، والحيوانات الأليفة، والتزامات أخرى. لذا فإن أفضل شيء تفعله هو إيجاد متوسط ​​الوقت الذي يحتاجه جسمك للنوم.

صداع قلة النوم

العوامل المؤثرة في احتياجات النوم

يعتمد مقدار النوم الذي تحتاجه على عوامل مختلفة بما في ذلك العمر ونمط الحياة ومستوى الصحة والوراثة. يوصي الخبراء عمومًا باحتياجات النوم لمختلف الأشخاص على النحو التالي:

  • الأطفال الرضع (من 3 إلى 11 شهرًا) من 12 إلى 16 ساعة
  • الأطفال الصغار (من 12 إلى 35 شهرًا) من 11 إلى 14 ساعة
  • مرحلة ما قبل المدرسة (من 3 إلى 6 سنوات) من 10 إلى 13 ساعة
  • الأطفال في سن المدرسة (من 6 إلى 10 سنوات) من 9 إلى 12 ساعة
  • المراهقون (من 11 إلى 18 عامًا) من 8 إلى 10 ساعات
  • البالغون (من 18 إلى 64 عامًا) من سبع إلى تسع ساعات
  • كبار السن (65 وما فوق) سبع إلى ثماني ساعات

كيف يتم علاج الصداع الناتج عن قلة النوم؟

تعتمد خيارات علاج الصداع الناتج عن قلة النوم على السبب الأساسي.

قبل الذهاب إلى الطبيب ووصف خطة العلاج، من الأفضل كتابة ساعات نومك والصداع على مذكرة ورق. 

من بين الأشياء الأخرى التي يمكنك تدوينها في دفتر الملاحظات هذا للعثور على أسباب الصداع قبل الذهاب الى الطبيب هي:

  • نوعية نومك
  • مقدار نومك
  • عدد أيام الصداع في الشهر
  • الأعراض الأخرى التي تراها في أيام الصداع.

بعد مراجعة الطبيب، إذا تبين أنك تعاني من الصداع النصفي أو صداع التوتر، فقد يصف لك علاجات أكثر دقة. تشمل خيارات العلاج عادةً ما يلي:

  • استخدام كيس ثلج
  • ترطيب كافٍ للجسم
  • الاستلقاء في غرفة هادئة ومظلمة
  • تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) لتسكين الآلام.
  • وصف الأدوية لتخفيف الصداع النصفي أو السيطرة على آلام الصداع النصفي أو تقليل عدد أيام الصداع النصفي في الشهر.

متى يجب أن ترى الطبيب؟

عادة لا يكون الصداع العرضي الناتج عن قلة النوم سببًا للقلق أو الخوف. ولكن هناك حالات معينة يمكن أن يكون فيها الصداع علامة على حالة خطيرة. إذا لاحظت أن نمط الصداع المعتاد الخاص بك يتغير، والصداع يحدث بشكل متكرر أو يتداخل مع أنشطتك اليومية ويعيق حياتك، فعليك بالتأكيد طلب المشورة من طبيب متخصص.

أيضًا ، عليك زيارة الطبيب إذا رأيت ما يلي:

  • حدوث الصداع بعد ضربة أو إصابة في الرأس.
  • يبدأ أو يتغير أثناء الحمل.
  • شديد بشكل غير عادي أو يبدأ فجأة.
  • يترافق مع تيبس في الرقبة، وتشنجات ، وإغماء ، وارتباك ، وضعف أو تنميل.

كيف الوقاية من الصداع الناتج عن قلة النوم؟

للمساعدة في الوقاية من الصداع الناتج عن الحرمان من النوم ، قد يوصي الطبيب ببعض التغييرات في نمط الحياة لتحسين عادات النوم. إذا لم تكن هناك حالة طبية أساسية أخرى، فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم المريح بشكل منتظم يمكن أن يساعد في تقليل الصداع.

بعض النصائح الأخرى الفعالة في الوقاية من الصداع هي:

  • ممارسة الرياضة والمزيد من الأنشطة البدنية خلال اليوم
  • ابعاد الإلكترونيات خارج غرفة النوم
  • حافظ على غرفة نومك مظلمة وهادئة ومريحة ودرجة الحرارة المناسبة.
  • اذهب إلى الفراش واستيقظ في نفس الوقت كل يوم.
  • تجنب الكافيين أو الوجبات الثقيلة قبل النوم

بشكل عام، يمكن أن يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى تدمير نمط النوم والاستيقاظ في الجسم ويؤدي إلى الصداع. إذا حدث هذا بشكل متكرر، فإن الاحتفاظ بمذكرات عن مرات حدوث الصداع وأوقات النوم والاستيقاظ يمكن أن يكون الخطوة الأولى لتحديد السبب الدقيق للصداع.

قلة النوم الليلي تجعلك تشعر بالخمول والتعب أثناء النهار، لكن وجود صداع فوق ذلك يزيد الأمور سوءًا. قم بتحسين عادات نومك قدر الإمكان واستشر الطبيب لتشخيص وعلاج الأمراض الكامنة المحتملة.

كيف يشعر الشخص المصاب بالصداع الناتج عن قلة النوم؟

يعتمد ذلك على نوع الصداع الذي تعاني منه. قد يبدو صداع التوتر الناجم عن قلة النوم وكأنه ألم خفيف أو ضغط حول الجبهة، بينما يظهر الصداع النصفي غالبًا على شكل ألم شديد في جانب واحد من الرأس مع غثيان وحساسية للضوء والصوت. إذا كان الصداع شديدًا أو متفاقمًا أو غير عادي، فاستشر مقدم الرعاية الصحية.

هل يمكن لقلة النوم أن تسبب المرض؟

من الواضح أن قلة النوم يمكن أن تجعلك تشعر بالتعب. لكن قلة النوم، خاصة إذا حدثت بانتظام، يمكن أن يكون لها عواقب سلبية على الدماغ والجسم. على سبيل المثال ، تعد اضطرابات الذاكرة واضطرابات المزاج وضعف التركيز والهلوسة والتغيرات في ضغط الدم من أهم الأمراض المرتبطة بالأرق.

يمكن أن يختلف جدول النوم الصحي من شخص لآخر. لكن الخبراء عمومًا يوصون بأن النوم الليلي ضروري لضمان صحة الجسم، ولا يمكن للنوم النهاري أن يحل محل النوم الجيد في الليل. عادة ما يكون النوم أثناء النهار باستثناء قيلولة قصيرة بعد الظهر ضارًا بصحتك، إلا إذا كان عليك تعويض قلة النوم أثناء النهار لأسباب تتعلق بالعمل.

المراجع