علاج الرهاب: الدوائي والنفسي

علاج الرهاب أو الفوبيا أو الخوف المرضي بدون سبب أو من أشياء من المفروض أن لا تكون مخيفة، تعرف على العلاجات الدوائية والنفسية السلوكية المعرفية للرهاب.

علاج الرهاب: الدوائي والنفسي
علاج الرهاب

علاج الرهاب أو الفوبيا

الرهاب أو الفوبيا هي حالة من مشاعر الخوف الشديد أو القلق الناجم عن مواقف أو أماكن أو حيوانات أو أشياء معينة عادة لا تستدعي الخوف. 

تؤدي بعض المواقف والأماكن إلى الخوف الشديد والقلق لدى الأشخاص المصابين بالرهاب. لكن هذه المواقف لا تسبب الخوف والقلق للأشخاص الآخرين. 

ولوصف حالات الخوف أو القلق هذه بالرهاب يجب أن تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل وقد تكون مصحوبة بنوبات هلع  .

هناك أنواع مختلفة من الرهاب مثل الرهاب الظرفي، مثل الخوف من (البرق ، الأماكن المغلقة / المفتوحة ، الظلام ، الطيران والارتفاعات) ، رهاب الحيوانات (العناكب والثعابين) ، رهاب التشوه (الحقن ، أطباء الأسنان ، الإصابات) ورهاب الخلاء ( الخوف من الأماكن الخطرة) ، وهي حالات يشعر فيها الشخص بالخوف من أشياء معينة تؤدي إلى الرغبة في الهروب . وهناك أيضًا رهاب اجتماعي وهو نوع آخر من الرهاب يخشى فيه الشخص الجماعة.

فالرهاب هو مشكل شائع جدًا ويحدث لدى حوالي 13 ٪ من السكان. كما أنه شائع بين النساء ضعف الرجال.  فهي ردود أفعال لا إرادية من لخوف والذعر تحدث اذا حدث الموقف الذي يستدعي الخوف لدى الشخص المصاب. وبالتالي بناءا على ما سبق كيف يتم علاج أنواع الرهاب؟ في هذه المقالة، حاولنا فحص خيارات العلاج المختلفة المتعلقة بالرهاب.

متى نحتاج العلاج؟

قد يشعر معظم الناس بالخوف في بعض المواقف، ولكن لدى بعض الأشخاص، قد يترافق الخوف والقلق مع بعض الأعراض والمضاعفات. تشمل هذه الأعراض:

  • رائحة العرق الشديدة
  • زيادة معدل ضربات القلب
  • تنفس سريع

يصف حوالي نصف الأشخاص المصابين بمرض الرهاب المحدد أعراضهم بأنها خفيفة. ويقول النصف الآخر إن أعراضهم تتراوح بين المتوسطة والشديدة. في بعض الأحيان، قد يؤدي مجرد التفكير في مصدر الرهاب إلى ظهور الأعراض.

بالنسبة لبعض الأشخاص، يكون القلق الناجم عن الرهاب شديدًا لدرجة أنه يتعين على المريض قضاء الكثير من الوقت والطاقة في التعامل مع المنبهات. وقد يؤثر الرهاب سلبًا على حياتهم اليومية ويعطل أنشطتهم. في هذه الحالة من الأفضل زيارة الطبيب.

علاج الرهاب

علاج الرهاب

لا يزال الباحثون لا يعرفون السبب الدقيق لاضطراب الرهاب. تظهر أحدث الدراسات أن السبب قد يكون تفاعلًا معقدًا من العوامل تشمل العوامل الوراثية وكيمياء الدماغ والمحفزات والسلوكيات البيئية. ولكن بشكل عام، فإن النهجين الرئيسيين لعلاج الرهاب هما استخدام الأدوية والعلاج النفسي.

العلاج بالدواء

تؤكد خيارات العلاج الطبي لمرض الرهاب على المكونات الجينية وكيمياء الدماغ لمرض الرهاب. توصف الأدوية لتخفيف وتقليل الأعراض المصاحبة للرهاب. تشير الدراسات إلى أنه في علاج الرهاب، تكون خيارات العلاج السلوكي المعرفي أكثر فعالية من تناول الأدوية على المدى الطويل.

لكن على سبيل المعرفة، اليك بعض الأدوية الموصوفة لعلاج بعض أنواع الرهاب:

مضادات الاكتئاب

هناك نوعان من مضادات الاكتئاب التي تستخدم أحيانًا لعلاج الرهاب، وهما:

  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)
  • مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs)

ترتبط مضادات الاكتئاب عادة بعلاج اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب، إلا أن لها أيضًا تأثيرات مزيلة للقلق يمكن أن تساعد بشكل كبير في علاج الرهاب.

غالبًا ما تستخدم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل سيليكسا (سيتالوبرام) وزولوفت (سيرترالين) وبروزاك (فلوكستين) وباكسيل (باروكستين) لاضطرابات القلق. ولكن من ناحية أخرى، تشمل الآثار الجانبية المحتملة الناتجة عن استخدامها ما يلي:

البنزوديازيبينات

تستخدم البنزوديازيبينات، بما في ذلك الفاليوم (الديازيبام)، وزاناكس (ألبرازولام)، وكلونوبين (كلونازيبام) ، وأتيفان (لورازيبام) ، بشكل شائع في العلاج الحاد قصير الأمد للقلق المرتبط بالرهاب.

تشمل الآثار الجانبية الشائعة الناتجة عن استخدامها ما يلي:

  • النعاس
  • اضطراب التنسيق

حاصرات بيتا

توصف حاصرات بيتا، بما في ذلك تينورمين (أتينولول) وإندرال إل إيه (بروبرانولول)، أحيانًا كعلاج قصير الأمد للمساعدة في السيطرة على الرعشة والتعرق والأعراض الجسدية الأخرى للقلق المرتبطة بالرهاب.

ان تناول الأدوية لعلاج الرهاب قد يكون مفيدًا إلى حد ما لدى بعض الأشخاص ، في حين يعتقد بعض مستخدمي هذه الأدوية أن آثارها الجانبية تفوق فوائدها العلاجية. إذا كنت تعاني من آثار جانبية سلبية من الدواء ، فمن الأفضل استشارة الطبيب قبل التوقف.

كما يجب على الذين يستخدمون الأدوية لعلاج الرهاب مراجعة الطبيب النفسي أو طبيب آخر لإدارة الدواء، حتى لو استشاروا اخصائي نفسي. لأن معظم الاخصائيين النفسيين وحتى علماء النفس غير مسموح لهم بوصف الأدوية.

يعتقد العديد من الخبراء أن الأسباب الرئيسية للرهاب هي المحفزات البيئية والسلوكيات المكتسبة.  فهم يعتقدون أن الرهاب هو استجابة مكتسبة لحافز معين. لذلك، من خلال "التعلم" والاستجابة، يمكن علاج الرهاب. لذلك، يمكن علاج الرهاب بمزيج من العلاج الدوائي والعلاج النفسي.

العلاج الدوائي للرهاب

العلاج السلوكي المعرفي

يعتقد الأشخاص المصابين بالفوبيا أن بعض المواقف التي عادة ما تكون عادية مرعبة ومخيفة جدا. وهذا الاعتقاد يؤدي إلى أفكار سلبية تلقائية لدى هؤلاء الناس. في هذه الحالة، بمجرد أن يتعرض الشخص للعوامل المحفزة، فإنه يعاني من أعراض الخوف والرهاب، وأخيراً الأفكار السلبية تسبب سلسلة من السلوكيات السلبية.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو الخيار العلاجي الأول المختار لعلاج جميع أنواع الرهاب. يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على التغلب على الأفكار التلقائية السلبية التي تؤدي إلى ردود فعل رهابية ويعلمك تغيير طريقة تفكيرك تدريجيًا وتغيير أفكارك للتغلب على مخاوفك.

يمكّنك العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج المعرفي السلوكي من إدارة مخاوفك من خلال مساعدتك على تغيير طريقة تفكيرك تدريجيًا. وقد تحتاج إلى عدة جلسات علاجية لمعالجة مخاوفك وقد يستغرق العلاج وقتًا طويلا. حيث يمكن أن يساعدك المعالج في التغلب على مخاوفك بخطوات تدريجية.

العلاج بالتعرض

كما يوحي الاسم، فإن العلاج بالتعرض يعرضك تدريجيًا للمواقف التي تخشاها. يمكن أن تقلل هذه الطريقة من حساسيتك وقلقك تجاه الموقف المعني. غالبًا ما يكون علاج التعرض جزءًا من برنامج العلاج السلوكي المعرفي، ولكن يمكن أيضًا دمجه في حياتك اليومية بصفة عامة.

علاج التعرض هو نوع من العلاج السلوكي. في هذا العلاج، يبدأ المعالج عادةً بتعليمك تقنيات الاسترخاء التي يمكن أن تهدئك عندما تكون تحت الضغط.

هناك طريقة أخرى لعلاج التعرض هي إزالة التحسس المنتظم. إزالة التحسس هي عملية تقوم على تعريضك تدريجيًا لمواقف مخيفة. بمجرد أن تكون مستعدًا لتهدئة نفسك في أوقات التوتر، يمكنك أنت ومعالجك إنشاء تسلسل هرمي للخبرات المتعلقة بالفوبيا التي تعاني منها.

قبل البدء في هذا الخيار العلاجي، يتعلم المرضى أولاً تقنيات الاسترخاء ليظلوا هادئين عند مواجهة مخاوفهم. تتضمن هذه التقنيات التنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي، والتخيل، والتخيل الموجه. 

في المراحل التالية، يستخدم المرضى طرق الاسترخاء في التواجه تدريجياً مع العوامل التي يخافون منها ومواجهة القلق والخوف.

العلاج النفسي للفوبيا

تدريب تقنيات اليقظة

يمكن لتقنيات اليقظة أن تقلل من مستويات التوتر لديك. قد لا تعالج هذه التقنية الخوف والفوبيا على الفور، لكنها يمكن أن تقلل من شدة خوفك إلى حد ما. في هذه الحالة، من الأفضل العمل مع طبيب نفساني لتعلم تقنيات اليقظة هذه.

غالبًا ما تكون هذه الأساليب وحدها مناسبة في علاج بعض أنواع الرهاب. تتضمن بعض تقنيات اليقظة التي قد تكون مناسبة ما يلي:

  • التأمل
  • التنفس العميق
  • تقنية استرخاء العضلات التدريجي

في إحدى الدراسات، أدت تقنيات اليقظة جنبًا إلى جنب مع العلاج السلوكي المعرفي إلى تحسين أعراض الرهاب الاجتماعي لدى المشاركين على المدى الطويل. 

وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أنه يمكن استخدام تقنيات اليقظة جنبًا إلى جنب مع العلاج بالتعرض للحد من آثار القلق.

العلاجات البديلة للرهاب

قد تكون خيارات العلاج الأخرى البديلة فعالة في مراحل ما بعد العلاج الدوائي والعلاج النفسي ولكنها لا تعتبر خيار العلاج الأساسي. من ناحية أخرى، يرتبط بعضها ببعض الآثار الجانبية. تشمل بعض العلاجات البديلة ما يلي:

  • العلاج بالمواد الطبيعية
  • العلاج بالتنويم المغناطيسي
  • الاعشاب الطبية

في العلاج بالتنويم المغناطيسي للرهاب ، يستخدم التنويم المغناطيسي لتغيير العادات أو علاج حالات معينة. يتضمن التنويم المغناطيسي وضعك في حالة عميقة من الاسترخاء للوصول إلى معتقداتك وأفكارك وذكرياتك اللاواعية.

قد يساعدك التنويم المغناطيسي على تغيير أفكارك وسلوكياتك غير المرغوب فيها. 

يعتقد بعض الأشخاص المصابين بالرهاب أن التنويم المغناطيسي يساعد في تخفيف أعراضهم.

على الرغم من أن هذه العلاجات لم يتم اختبارها بدقة، فقد اعترف العديد من الأشخاص أن بعض أعراضهم قد تم تخفيفها باستخدام هذه الأساليب. ويجب ألا يتم أي نوع من العلاج البديل إلا بتوجيه من أخصائي الصحة العقلية.

الخلاصة

قد يكون البحث عن علاج للفوبيا أو الرهاب أمرا غير مريح إلى حد ما ويصعب على الشخص البحث عن العلاج المناسب لقلقه ومخاوفه. لكن في الحقيقة يمكن القول أن أفضل خطوة لتقليل القلق والخوف هي العلاج بمساعدة من اخصائي نفساني أو طبيب نفسي لأن العلاج يتطلب التدريج.

 

المراجع

  • https://www.verywellmind.com/treatment-options-for-phobias-2672022
  • https://www.priorygroup.com/mental-health/phobias-treatment
  • https://www.healthline.com/health/therapy-for-phobias#other-options
  • الفوبيا، ويب طب