4 أشياء يفعلها الآباء تؤذي احترام الطفل لذاته

أشياء يفعلها الآباء تؤذي احترام طفلك لذاته، تعرف على تأثير الآباء أو الوالدان على احترام الذات عند الطفل وكيف يمكنهم التحكم في هذه السلوكيات السلبية.

4 أشياء يفعلها الآباء تؤذي احترام الطفل لذاته
حتى أكثر الآباء محبة ورعاية قد يؤذون أطفالهم عن غير قصد.

تأثير الآباء على احترام الذات عند الطفل

عادة ما يبذل الآباء قصارى جهدهم لتعزيز احترام الذات الإيجابي لدى الأطفال.  حيث يساعد وجود تقدير قوي للذات عند الطفل على تخطي التحديات وتجربة أشياء جديدة والإيمان بالنفس. فاحترام الذات له تأثير كبير عل كيفية رؤية الشخص لنفسه، مما ينعكس أيضا على كيفية تشكيل السلوكيات والقرارات.

يمكن للوالدين رغم حبهم لأطفالهم أحيانا الإضرار بتقدير الطفل لذاته عن غير قصد. فقد يرتكب الآباء أحيانا بعض الأخطاء فيما يتعلق بما بالقول والكلام وكيفية التصرف.

كما يمكن لهذه الأخطاء المؤسفة أن تؤثر سلبًا على تقدير الطفل لذاته على الرغم من وجود نوايا أساسية إيجابية لدى الآباء. لأن الآباء قبل كل شيء مجرد بشر أيضا يخطؤون ويصيبون. لذلك لتجنب هذه الأخطاء، نحتاج أولاً إلى معرفة ماهيتها وكيف تسبب تؤثر سلبا على تقدير الطفل لذاته.

النقاط الرئيسية

  • يمكن للوالدين في بعض الأحيان الإضرار عن غير قصد باحترام أطفالهم لأنفسهم.
  • من المحتمل أن يؤدي الإفراط في الحماية واللوم والشعور بالذنب والنقد والتعليق الساخر إلى الإضرار باحترام الذات لدى الطفل.
  • كلما تواصلت بطرق إيجابية مع طفلك، وكنت مسؤولاً عن سلوكياتك السلبية، كلما كان احترام طفلك لذاته أفضل.

فيما يلي أربعة أنواع من سلوكيات الوالدين التي تقوض احترام الذات لدى الطفل:

الإفراط في الحماية

إن حماية الطفل باستمرار من التحديات والعقبات يمكن أن تمنعه ​​من تنمية الثقة في النفس والشعور بالكفاءة. كما يمكن أن تحد الحماية المفرطة للطفل أيضًا من فرص الطفل في الاستكشاف والتعلم وارتكاب الأخطاء، وكلها عوامل مهمة لنموه السليم وتطوره.

علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي الحماية المفرطة للأطفال إلى الشعور بالقلق وانعدام الأمن، حيث قد لا يشعر الأطفال بالاستعداد لمواجهة العالم بمفردهم. كما يمكن أن يخلق هذا الأمر أيضًا إحساسًا بالتبعية ونقص الاستقلال، مما قد يؤدي الى مجموعة من المشاكل عند انتقال الأطفال إلى مرحلة البلوغ.

لذلك يحتاج الآباء إلى تحقيق التوازن بين حماية الأطفال والسماح لهم بالمخاطرة ومواجهة التحديات، وذلك لمساعدتهم على النمو بشكل سليم ليصبحوا أفرادًا واثقين من أنفسهم ومكتفين ذاتيًا. لذلك يمكن أن يساعد تشجيع الأطفال على الاستقلالية وتعزيز احترام الذات لديهم وتعليمهم مهارات حل المشكلات في التخفيف من الآثار السلبية للحماية المفرطة.

حقن الذنب واللوم

من الشائع جدا لوم الآباء لأطفالهم على أبسط الأخطاء بما فيها التصرفات الطبيعية للطفل التي يراها الوالدان على أنها أخطاء. مثل كيفية لبس الحذاء وكيفية مسك الملعقة وغيرها من الأمور. مما يسبب لدى الطفل نوع من الشعور بالذنب على أتفه الأسباب وهو شعور غير صحي خاصة لدى الأطفال. 

كما يحاول الآباء أحيانا جعل أطفالهم يشعرون بالذنب بسبب أفكارهم أو مشاعرهم أو أفعالهم أيضا. 

فالآباء والأمهات الذين يستخدمون الشعور بالذنب للسيطرة على أطفالهم يعرضون أطفالهم لخطر تدني احترام الذات .

الانتقاد بقسوة

يمكن أن يمثل انتقاد أحد الوالدين للطفل تحديًا عاطفيًا قاسيا، خاصة إذا تم ذلك بطريقة قاسية أو مهينة. حيث يمكن أن تؤدي التعليقات النقدية السلبية إلى تدهور احترام الذات لدى الطفل والشعور بنقص القيمة، كما يمكن أن تسبب لديهم مشاعر الحزن أو الغضب أو الإحباط أيضا. وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى انخفاض الدافع ونقص الثقة في قدرات الطفل.

التحدث بسخرية

قد يستخدم الآباء السخرية عن غير قصد، خاصة إذا قال الأب أو الأم أشياء لا يعنيها لكن يلمح إلى عكس ما يقوله من خلال نبرة صوته، وهو أسلوب شائع جدا في السخرية. ومن الأمثلة على ذلك أن تقول شيئًا مثل، "ألا تملك عقلا" عندما يتخذ طفلك قرارًا سيئًا. 

ان استخدام السخرية يؤذي الأطفال نفسيا لأنه يجعل الطفل يشعر بالدونية والاحباط. لذلك فإن إيذاء الطفل من خلال السخرية يخلق للأطفال مجموعة من المشاكل خاصة فيما يتعلق بالتواصل الفعال.

قد يؤدي فقدان احترام الذات إلى تحقيق مكاسب في مواجهة التحدي

نتيجة للتعرض لسلوكيات الأبوة التي نوقشت أعلاه، قد يتصرف الأطفال مع والديهم أيضا بطرق مؤذية ومزعجة عاطفياً. يمكن أن تشمل هذه التصرفات نوبات الغضب، والتعبير عن الاستياء، والجدال في كثير من الأحيان، وتحدي الطلبات المعقولة، وهي عبارة عن ردود أفعال عن سوء المعاملة التي يتلقونها من والديهم. 

فقد صرح العديد من الأطفال والمراهقين في دراسة حديثة بأن هذه المشاعر والسلوكيات السلبية التي يقومون بها هي نتاج شعورهم بالأذى الذي تلقوه على أيدي آبائهم.

فكر في سلوكياتك السلبية للسيطرة عليها

كما قلنا سابقا تساهم هذه السلوكيات السلبية التي يقوم بها الآباء تجاه أطفالهم في تدني احترام الأطفال لذاتهم. لذلك يجب على الآباء ضبط سلوكياتهم السلبية والتحكم فيها وعدم تكرار هذه السلوكيات الإشكالية باستمرار. فقد تحدث بعض الزلات العرضية لكن لا يجب أن تكون هذه الزلات نمط في التربية. 

لذلك على جميع الآباء رفق معنويات أبنائهم والتمييز بين الأخطاء التي تحتاج التوبيخ والعقاب وبين الأخطاء البسيطة التي لا تؤثر على الطفل في شيء. لأن اللوم والتوبيخ بدون سبب يجعل الطفل يفهم بأن المشكل كامن في شخصيته وليس فيما فعل، لذلك ينهار احترامه لذاته، مما قد ينعكس عليه وعلى آبائه بالسلب عند المراهقة والبلوغ.

خلاصة

تلعب طرق تفاعل الآباء مع الطفل تأثيرًا كبيرًا في تشكيل كيفية تطوير قيمته الذاتية في حياته. فكلما تواصلت مع ابنك بطرق إيجابية، وكنت نموذجًا وقدوة لطفلك في التصرف، كلما أمكنك التأثير على طفلك لفعل الشيء نفسه ودعمه في الحصول على تقدير قوي لذاته.

المصادر