ما هو التخلف العقلي : الأسباب والأعراض والعلاج

ما هو التخلف الذهني أو التخلف العقلي أو الإعاقة الذهنية وما هي أعراضه وأسبابه وطرق التشخيص والعلاج، وما هي أنواع وخصائص التخلق العقلي.

ما هو التخلف العقلي : الأسباب والأعراض والعلاج
ما هو التخلف العقلي: الأعراض والأسباب وطرق التشخيص والعلاج

الخلف العقلي

يظهر التخلف العقلي أو الإعاقة الذهنية أو التخلف الذهني عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عامًا. حيث لا تستطيع هذه الفئة القيام بأشياء يمكن للأشخاص العاديين القيام بها بسهولة. وقد تم استبدال مصطلح "التخلف العقلي" بمصطلح "الإعاقة الذهنية" حاليا.

في هذه المقالة، سنلقي نظرة مفصلة على هذا الاضطراب ونفحصه من جوانب مختلفة. 

كما سنتطرق الى فحص أعراض وطرق علاج التخلف العقلي. الى جانب تقديم نظرة عامة عن سبل الوقاية من هذا الاضطراب ونقاطه الأساسية.

الخصائص الرئيسية للأشخاص الذين يعانون من التخلف العقلي

يُطلق مصطلح المتخلفين ذهنيا على الأشخاص الذين تكون لديهم السمتان الرئيسيتان التاليتان.

  • أن يكون الأداء العقلي أو الذكاء لهؤلاء الأشخاص أقل من الذكاء أو الأداء العقلي للأشخاص العاديين في المجتمع.
  • أن لا يمتلك هؤلاء الأشخاص المهارات اللازمة للقيام بالمهام اليومية، أو أنهم يفتقرون أو لديهم مشاكل في التنازل عن بعض السلوكيات.

وفي ما يلي، تفسير هاتان النقطتان.

تعريف الذكاء

يشير الذكاء إلى القدرات العقلية لدى الأشخاص، والتي تشمل حل المشكلات والتخطيط والحكم والاستدلال وما إلى ذلك. على سبيل المثال ، إذا كان لدى الشخص مستوى أقل من الذكاء، فإن مستوى التعلم لديه ، وقوة التخطيط ، والقدرة على حل المشكلات ، وما إلى ذلك ، سيكون أقل من الأشخاص الآخرين من نفس العمر.

كما يحتاج المتخلفين عقليا إلى مزيد من الوقت لفهم هذه الأشياء ومعرفة القضايا العادية بالنسبة للأشخاص العاديين.

السلوكيات التكيفية

ماذا تفعل عندما تستيقظ؟ غالبا ما يبدأ الأشخاص العاديين يومهم بمهامهم اليومية: مثل ارتداء الملابس، وتحضر وجبة الإفطار، والذهاب إلى العمل، وترتب الغرفة، وما إلى ذلك. 

تسمى هذه المهارات المطلوبة لأداء الأنشطة اليومية بالسلوكيات التكيفية. وهي تعني أن الشخص يتكيف مع بيئته ويتعلم وينفذ السلوكيات المناسبة.

لا يمتلك الشخص المصاب بالتخلف العقلي القدرة الكافية للقيام بالمهام المذكورة. وقد يظهر الشخص في بعض الأحيان سلوكيات سلبية مثل العدوان أو إيذاء النفس؛ أو القيام بأشياء تؤذي الآخرين.

لذلك ، وفقًا للتفسيرات المذكورة أعلاه ، يتمتع الشخص المصاب بالتخلف العقلي بالخصائص التالية.

  • يكون لدى الشخص معدل ذكاء منخفض، عادة أقل من السبعين.
  • يصعب عليه التكيف مع البيئة المعيشية والبيئة المحيطة.
  • لا يفهم شؤون الحياة العادية تمامًا.
  • ليس لديه القدرة الكافية والمقبولة على التعلم.
  • يحتاج إلى مزيد من الدعم والتكرار لمعرفة القضايا.

ما هي الاعاقة الذهنية وكيف يمكن التقليل منها

كيف يتم تشخيص التخلف العقلي؟

لتشخيص التخلف العقلي، يجب أن توجد ثلاث خصائص في الشخص للقول على وجه اليقين أنه يعاني من تخلف عقلي.

  • السمة الأولى: تعتمد هذه السمة على اجراء اختبار الذكاء ولو مرة واحدة على الأقل. حيث يحدد هذا الاختبار معدل الذكاء الشخص. ويعتبر متوسط ​​هذا المعامل في العالم يساوي 100. يكون لدى عموم السكان معدل ذكاء بين 85 و 115. حيث أن الأشخاص الذين لديهم معدل ذكاء أعلى من هذا المعدل يكونون أذكى من المعتاد. وفي الوقت نفسه ، بينما الذين يعانون من التخلف العقلي يكون لديهم معدل بين 70 و 75 أو أقل. لذلك ، إذا حصل الشخص على درجة أقل من هذا المعدل في هذا الاختبار ، فهو متخلف عقليًا.
  • السمة الثانية: كما ذكرنا سابقًا، يُظهر الشخص المعاق عقليًا سلوكًا أقل تكيفًا من الأشخاص العاديين. إذا كان لدى الشخص مشاكل في اثنين على الأقل من السلوكيات التالية، فإنه يعتبر متخلفًا عقليًا. تشمل هذه السلوكيات القدرة على التواصل مع الآخرين، والقدرة على الاعتناء بالنفس ، واكتساب المهارات الأكاديمية ، والاستمتاع ، وما إلى ذلك.
  • الخاصية الثالثة: أن علامات التخلف العقلي تظهر في الشخص قبل سن الثامنة عشرة. لذلك ، إذا حدث شيء لشخص بعد هذا العمر وأدى إلى اضطراب وظيفته العقلية ، فلا يكون هذا الشخص متخلفًا عقليًا.

يعتبر تشخيص الحالات المذكورة أعلاه من مسؤولية الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي . حيث يدرك الطبيب النفسي اضطراب الطفل من خلال إجراء اختبارات مختلفة، والتحقق من سلوك الشخص والتحدث مع الأشخاص من حوله.

ما هي أنواع التخلف العقلي؟

للتخلف العقلي أنواع ومستويات مختلفة، وينقسم تصنيف التخلف العقلي في DSM 5 (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية) إلى أربعة مستويات: خفيف، معتدل، شديد وعميق. لذلك سوف ندرس هذه الأنواع أدناه.

التخلف العقلي الخفيف

تعاني هذه المجموعة من الأشخاص من نمو عقلي أبطأ من أقرانهم. كما أنهم يمرون بعملية أبطأ في تعلم المهارات الحياتية والاجتماعية. ولكون هذا الاضطراب خفيف لدى هؤلاء الأشخاص، يمكن القول أنه يمكنهم القيام بعملهم بأنفسهم عن طريق الحصول على الحد الأدنى من المساعدة من المحيطين بهم وتعلم المهارات اللازمة ببطء.

تخلف عقلي معتدل

يتضح من اسم هذا النوع أنه أكثر حدة من الفئة السابقة وأخف من الفئة التالية. يحتاج الأشخاص الذين يعانون من تخلف عقلي معتدل إلى دعم أكثر من التخلف العقلي الخفيف. لكن هذا لا يعني أنهم لا يستطيعون التعامل مع عملهم. وعلى العكس من ذلك، تكون هذه المجموعة قادرة على تجربة حياة مستقلة نسبيًا عن طريق التعلم ببطء.

التخلف العقلي الشديد

لدى هذه الفئة عملية نمو أبطأ بكثير وليس لديهم مهارات اتصال قوية ولا يتحدثون بشكل كامل. كما قد لا يفهمون حتى كلام الآخرين. لكن يتمكن هؤلاء الأشخاص من عيش حياتهم الخاصة من خلال الممارسة، ولكن يجب أن يكونوا تحت السيطرة ليكونوا آمنين في المجتمع وبين الأشخاص الآخرين.

الإعاقة الشديدة

يعاني معظم الذين يعانون من تخلف عقلي عميق أو إعاقة شديدة من متلازمات خلقية. يعتبر هؤلاء الأشخاص غير قادرين على العيش بشكل مستقل ويعتمدون بشكل كبير على إشراف من حولهم. وعادة، تكون لدى هذه الفئة مشاكل جسدية وغير قادرة على التواصل مع الآخرين.

ما هي أسباب التخلف العقلي؟

التخلف العقلي هو اضطراب في عمل العقل. لذلك فإن أي حدث يؤدي إلى ضرر في الرأس أو الدماغ قد يؤدي إلى التخلف العقلي. ومن العوامل الشائعة المسببة لهذا الاضطراب ، ما يلي: وتنقسم إلى فئتين قبل الولادة وبعد الولادة.

عوامل ما قبل الولادة

الوراثة

يحدث التخلف العقلي الجيني في العائلات التي لديها تاريخ من الاضطرابات الوراثية. لهذا السبب ، فإن الاختبار الجيني قبل الحمل مهم جدًا. حيث لا يوجد علاج أو تصحيح آخر في هذه المرحلة على الرغم من وجود اختبارات لتشخيص هذا الاضطراب أثناء الحمل.

القضايا المتعلقة بالحمل

كما قلنا فان هذه المشكلة هي اضطراب عقلي، لذا فإن أي شيء يتعارض مع عمل الدماغ يمكن أن يؤدي إلى التخلف العقلي. 

لذلك قد تكون فترة الأشهر التسعة من الحمل فترة حساسة للإصابات المختلفة للجنين إذا لم تنتبه الأم ومن حولها لذلك. 

بالتالي يجب على الأم تجنب تناول أي مواد كالكحول والمخدرات أو الابتعاد عن سوء التغذية والأمراض المعدية. لذلك أيضا يجب تناول طعامًا صحيًا والاعتناء بالنفس ضد الأمراض أو إيذاء الجنين.

عوامل ما بعد الولادة

أثناء الولادة

إذا ولد الطفل قبل الأوان أو واجه نقصًا في الأكسجين لفترة قصيرة من الوقت، فقد يعاني من التخلف العقلي.

الإصابات والأمراض والبيئة

بالإضافة إلى ما سبق، فإن الأمراض والإصابات التي تصيب الطفل بعد الولادة أو البيئة الاجتماعية التي يكبر فيها الشخص يمكن أن تسبب تخلفًا عقليًا.

وقد تزيد الأمراض مثل السعال الديكي والحصبة والتهاب السحايا والإصابات المختلفة سوء التغذية والتهابات الدماغ والتواجد في البيئات والمواد السامة والضربات الشديدة على الدماغ والحمى الشديدة وما إلى ذلك من خطر التخلف العقلي.

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يزال سبب هذا الاضطراب مجهولاً عند كثير من الناس، والسبب الأكثر شيوعاً للتخلف العقلي هو العوامل التي تسبق ولادة الطفل، والوقاية منها تلعب دوراً هاماً في صحة دماغ الطفل.

متى يجب أن ترى الطبيب؟

من الأفضل زيارة طبيب الأسرة قبل الحمل حتى يتأكد الطبيب من أن حملك آمن للجنين عن طريق إجراء الفحوصات وإبلاغك إذا كانت هناك مشكلة قبل الحمل.

إذا شعرت أن نمو طفلك بطيء أو أن الطفل لا يتكيف مع بيئته ولا يهتم بها، فاستشر الطبيب أو اطلب المشورة من الخبراء في هذا المجال للتأكد.

يمكن حصر هؤلاء الخبراء الذين يمكنهم المساعدة في إعادة تأهيل الأطفال كما يلي:

علماء النفس

  • الأطباء النفسيين
  • معالجي النطق
  • معلمي الأطفال الاستثنائيين
  • طبيب أعصاب
  • طبيب الأطفال
  • الأخصائيين الاجتماعيين
  • اخصائي العلاج الطبيعي

كيفية الوقاية من التخلف العقلي

أفضل طريقة للوقاية من التخلف العقلي هي التحكم في العوامل قبل الولادة. على سبيل المثال ، اجتناب الزواج الأسري، تعليم الأسرة ، إلخ. كما تعتبر العناية بالجنين أثناء الحمل وبعد الولادة وكذلك إجراء الاختبارات الجينية مهمة جدًا ولا يجب تجاهلها.

الفرق بين التوحد والتخلف العقلي

يعتقد بعض الناس أن التوحد هو تخلف عقلي. في حين أن هذه الفكرة خاطئة. يعاني معظم الأطفال المصابين بالتوحد أيضًا من تخلف عقلي، ولكن نسبة أقل منهم لديهم ذكاء طبيعي أو حتى أكثر من الذكاء الطبيعي.منا يمتلك بعض هؤلاء الأطفال مواهب خاصة ومثيرة للإعجاب. لذلك ، لا يمكن القول أن التوحد هو تخلف عقلي.

كيفية علاج التخلف العقلي؟

للأسف لا يوجد دواء خاص لتحسين حالة الأطفال المصابين بالتخلف العقلي. ولكن لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال، هناك العديد من الخدمات الطبية التي تساعدهم على التكيف مع المحيط. ويعتبر الطب التقليدي من أساليب علاج التخلف العقلي أيضا.

كما أن هناك طرق تساعد في تحسين الوضع وتوفير الظروف لحياة أفضل لهؤلاء الطفال. وتنقسم هذه الطرق عمومًا إلى ثلاث قواعد عامة على النحو التالي.

  • في المرحلة الأولى: يجب مراعاة العوامل التي تؤدي إلى تفاقم هذا الاضطراب والعمل عليها. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من نوع من الاضطراب الأيضي، فيجب التحكم في المواد التي تصل إلى جسمه من خلال تعديل نظامه الغذائي حتى لا يؤدي إلى تفاقم الاضطراب لدة الطفل.
  • في المرحلة الثانية: في حالة حدوث اضطرابات أخرى إلى جانب التخلف العقلي لدى الطفل فيجب مراعاتها، ويجب السيطرة عليها. على سبيل المثال، قد تكون الاضطرابات النفسية أيضًا من بين القضايا الأخرى المتعلقة بالمتخلفين عقليًا والتي يمكن علاجها أو إدارتها أيضا.
  • في المرحلة الثالثة: سرعة رد فعل الوالدين على هذا الأمر. لأنه إذا تصرفت في الوقت المناسب، يمكنك البدء في تمكين الطفل من العلاج في وقت مبكر حتى لا يحرم الطفل من مختلف جوانب الحياة مثل التعليم ومهارات التعلم والدعم الاجتماعي.

التخلف العقلي هو اضطراب في الدماغ يعتمد على العديد من العوامل. لم يجد الأطباء علاجًا نهائيًا لهذا الاضطراب حتى الآن. لذلك أفضل ما يمكن القيام به لمثل هؤلاء الأشخاص هو منع هذا الاضطراب في المقام الأول وفي الخطوة التالية للتعرف بسرعة والتصرف، مما يجعل الطفل يبدأ في تعلم المهارات بشكل أسرع. 

يبحث العديد من الآباء عن إجابات نهائية لأسئلتهم في هذا المجال. إذا كنت ترغب في الحصول على مزيد من المعلومات المحدثة حول التخلف العقلي، يمكنك الرجوع إلى المقالات المختلفة حول التخلف العقلي المتوفرة في المواقع المختلفة أيضا.

 

المصادر