ما هو الفرق بين القلق الاجتماعي والرهاب الإجتماعي
ما هو الفرق بين القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي، تعرف على أسباب وأعراض وتشخيص وعلاج اضطراب القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي.
اضطراب القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي
كثيرا ما يتساءل الناس حول الفرق بين القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي؟. فاضطراب القلق الاجتماعي، المعروف أيضًا باسم الخوف الاجتماعي هو نفسه الرهاب الاجتماعي.
حيث كان يطلق على الخوف من المواقف الاجتماعي في السابق الرهاب الاجتماعي، والآن مع تقدم العلوم النفسية أصبح يسمى القلق الاجتماعي، ويعني الخوف المفرط وغير المبرر من المواقف الاجتماعية. وبالتالي فالاختلاف هنا في المفاهيم فقط بينما الجوهر واحد.
ينتشر هذا الاضطراب لدى النساء أكثر من الرجال. وهو اضطراب يمكن علاجه بمساعدة العديد من طرق العلاج في تقليل أعراض هذا الاضطراب.
ما هو القلق الاجتماعي؟
القلق الاجتماعي أوالرهاب الاجتماعي، هو أحد أنواع الأمراض النفسية ونوع من اضطراب القلق الذي يتسبب في شعور الشخص بالخوف الشديد في البيئات الاجتماعية. نتيجة لهذا الاضطراب، يواجه الشخص صعوبة في التحدث إلى الناس والتعرف على أشخاص جدد والمشاركة في الأحداث الاجتماعية ويخشى أن يحكم عليه الآخرون ويقيمونه. وعلى الرغم أيضا من أنه يعرف أن خوفه غير منطقي، إلا أنه يجد صعوبة في التغلب عليه.
القلق الاجتماعي يختلف عن الخجل. عادة ما يكون الخجل قصير الأمد ولا يعطل حياة الإنسان. أما القلق الاجتماعي فهو مستمر ومنهك. ومن ناحية أخرى، يختلف القلق الاجتماعي أيضًا عن اضطراب الشخصية الانعزالية وتكون شدة الأعراض في اضطراب الشخصية الانعزالية أكثر حدة.
يعد اضطراب القلق الاجتماعي أحد الاضطرابات الشائعة التي قد تبدأ أعراضها في حوالي 13 عامًا ويمكن أن تؤثر أيضًا على قدرة الشخص في المجالات التالية:
- المهنة والعمل
- الذهاب إلى المدرسة
- وجود علاقات وثيقة مع أشخاص بخلاف أفراد الأسرة
ما هي أعراض اضطراب القلق الاجتماعي؟
كما ذكرنا سابقًا، يعد اضطراب القلق الاجتماعي أحد الأنواع الشائعة من الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تسبب الأعراض التالية في التفاعلات الاجتماعية:
- إحمرار الوجه خجلا
- الغثيان
- التعرق المفرط
- الارتجاف
- صعوبة الكلام
- الدوخة
- ضربات قلب السريعة
تشمل الأعراض النفسية لاضطراب القلق الاجتماعي ما يلي:
- القلق الشديد بشأن المواقف الاجتماعية
- قلق مفرط في الأيام أو الأسابيع التي تسبق الحدث
- تجنب المواقف الاجتماعية
- القلق من التعرض للإحراج في المواقف الاجتماعية
- القلق من أن يلاحظ الآخرون توترك
- الحاجة إلى استهلاك الكحول للتعامل مع الوضع الاجتماعي
- التغيب عن حصص المدرسة أو العمل بسبب القلق
يصاب الجميع بالقلق في بعض الأحيان. لكن إذا كنت تعاني من القلق الاجتماعي باستمرار وتخشى أن يحكم عليك الآخرون أو أن تتعرض للإذلال أمامهم فأنت بحاجة الى طلب المساعدة. يمكن أن يؤثر عليك القلق الاجتماعي في المواقف الاجتماعية التالية:
- طرح الأسئلة في المدرسة والعمل
- مقابلات العمل
- التسوق
- استخدام المراحيض العامة
- المحادثات الهاتفية
- الأكل وسط الجماعة
قد لا تظهر أعراض اضطراب القلق الاجتماعي في جميع المواقف الاجتماعية. وقد يكون قلقك محدودًا أو يقتصر على مواقف معينة. على سبيل المثال ، قد تحدث أعراض هذا الاضطراب فقط عند تناول الطعام أمام الناس أو التحدث إلى الغرباء. أما إذا كنت تعاني من اضطراب شديد، فيمكن أن تظهر أعراض القلق الاجتماعي في جميع المواقف الاجتماعية.
ما هي أسباب اضطراب القلق الاجتماعي؟
السبب الدقيق للقلق الاجتماعي غير معروف. ومع ذلك، تشير الأبحاث الحالية إلى أن هذا الاضطراب ناتج عن مجموعة من العوامل البيئية والوراثية. وقد تلعب التجارب السلبية أيضًا دورًا في التسبب في هذا الاضطراب ، مثل:
- التعرض للمعاملة القاسية
- الصراع الأسري
- التعرض للاعتداء الجنسي
وقد تلعب التشوهات الجسدية مثل اختلالات السيروتونين دورًا أيضًا في الرهاب الاجتماعي. السيروتونين مادة كيميائية يفرزها الدماغ تساعد على تنظيم المزاج. وقد تسبب اللوزة الدماغية (وهي بنية في الدماغ تتحكم في استجابة الخوف ومشاعر القلق أو الأفكار) أيضًا اضطراب القلق الاجتماعي إذا كانت مفرطة النشاط.
كيف يتم تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي؟
لا يوجد اختبار طبي لتشخيص اضطراب الرهاب الاجتماعي . حيث يقوم الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي بتشخيص اضطراب القلق الاجتماعي من وصف الأعراض الخاصة بك وأيضًا بعد فحص بعض الأنماط السلوكية . لذلك عندما تقابل طبيبًا نفسيًا أو أخصائيا نفسيًا ، سيطلب منك وصف أعراضك والتحدث أيضًا عن الحالات التي تسبب لك هذه الأعراض. تشمل معايير تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي ما يلي:
- الخوف المستمر من المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من الإذلال أو الإحراج
- الشعور بالقلق أو التوتر قبل التفاعل الاجتماعي
- ادراك أن الخوف الذي تتعرض له غير منطقي
- القلق الذي يتعارض مع حياتك اليومية
ما هي مضاعفات اضطراب القلق الاجتماعي؟
يمكن أن تتداخل أعراض اضطراب القلق الاجتماعي بشكل كبير مع العمل والحياة الاجتماعية. كما قد يؤدي هذا الاضطراب إلى نقص الدعم الاجتماعي، وانخفاض مستوى النجاح في العمل والمجالات الأخرى، وانخفاض جودة العلاقات وانخفاض جودة الحياة بكاملها.
يرتبط اضطراب القلق الاجتماعي بمشاكل نفسية أخرى مثل تدني احترام الذات والاكتئاب وتعاطي المخدرات والأفكار الانتحارية. ويمكن الحد من أعراض اضطراب القلق الاجتماعي من خلال العلاج المناسب، مما يمكن أن يحسن نوعية حياتك بشكل فعال. وقد يكون الحصول على نصائح عبر الإنترنت مفيدًا أيضا في هذه الحالة.
كيف يتم علاج اضطراب القلق الاجتماعي؟
هناك طرق مختلفة لعلاج القلق الاجتماعي ، تختلف نتائجها من شخص لآخر. يحتاج بعض الأشخاص إلى طريقة علاج واحدة فقط، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى أكثر من طريقة واحدة. تشمل طرق أساليب علاج اضطراب القلق الاجتماعي ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي
يساعدك العلاج المعرفي السلوكي على تعلم كيفية إدارة القلق من خلال الهدوء الذاتي والتنفس، وكيفية استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية.
علاج التعرض
يساعدك هذا النوع من علاج الرهاب الاجتماعي، والذي يتضمن أيضًا العلاج السلوكي للقلق الاجتماعي، على مواجهة هذه المواقف تدريجياً بدلاً من تجنبها.
العلاج الجماعي
يساعدك هذا العلاج على تعلم المهارات والتقنيات الاجتماعية للتفاعل مع الناس. وقد تجعلك المشاركة في العلاج الجماعي مع الأشخاص الذين لديهم نفس الخوف الذي تشعر به على تقليل الشعور بالوحدة وتعطيك أيضًا فرصة لممارسة مهاراتك الجديدة من خلال لعب الأدوار.
علاج القلق الاجتماعي في المنزل
يمكنك تقليل القلق الاجتماعي إلى حد ما باتباع بعض النصائح في المنزل، وهي.
- تجنب الكافيين: تعتبر الأطعمة مثل القهوة والشوكولاتة والمشروبات الغازية منبهات وقد تزيد من القلق.
- احصل على قسط كافي من النوم: يوصى بالحصول على ثماني ساعات من النوم على الأقل كل ليلة. لأن قلة النوم يمكن أن تزيد من القلق وتزيد من أعراض القلق الاجتماعي .
إذا لم تتحسن حالتك بالعلاج النفسي وتغيير نمط الحياة، فقد يصف لك طبيبك النفسي دواءً لعلاج القلق والاكتئاب. هذه الأدوية لا تعالج اضطراب القلق الاجتماعي بحد ذاته. لكن، يمكنها تحسين الأعراض الخاصة بك ومساعدتك على تحسين أدائك اليومي وبالتالي تكون فعالة في علاج القلق الاجتماعي الشديد . وقد يستغرق الأمر حوالي ثلاثة أشهر حتى تتحسن الأعراض نتيجة تناول الدواء.
تشمل الأدوية المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج الرهاب الاجتماعي باكسيل وزولوفت وإيفكسور إكس آر. وقد يبدأ الطبيب النفسي علاجك بجرعة منخفضة من الدواء ويزيد الجرعة تدريجيًا لتجنب الآثار الجانبية. تشمل الآثار الجانبية الشائعة لهذه الأدوية:
- الأرق
- زيادة الوزن
- انزعاج في المعدة
- انخفاض الرغبة الجنسية
ما هي توقعات مستقبل اضطراب القلق الاجتماعي؟
وفقًا للدراسات، حوالي 36 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي لا يتحدثون إلى متخصص حول مشكلتهم حتى تستمر أعراضهم لمدة 10 سنوات على الأقل. وقد يلجأ الأشخاص المصابون بالرهاب الاجتماعي الى الاعتماد على المخدرات والكحول للتعامل مع القلق الناجم عن التفاعل الاجتماعي. فإذا تُرك الرهاب الاجتماعي دون علاج ، يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك:
- تعاطي الكحول والمخدرات
- الانعزال
- الأفكار الانتحارية
إن النظرة المستقبلية لاضطراب القلق الاجتماعي جيدة جدًا مع تطور العلاج. يمكن أن يساعدك العلاج النفسي وتحسين نمط الحياة والأدوية في التعامل مع قلقك في المواقف الاجتماعية وتحقيق أداء جيد. وعلى الرغم من أن العلاج قد يستغرق أسابيع أو شهورًا ، إلا أنه يمكن أن يساعدك على الشعور بمزيد من الاسترخاء والثقة في المواقف الاجتماعية.
ومن ناحية أخرى ، يمكنك تعلم طرق فعالة للتعامل مع القلق باستخدام خدمات الإرشاد النفسي عبر الإنترنت . ومن المهم أيضًا إدارة قلقك باستخدام الطرق التالية:
- حدد المحفزات التي تسبب لك القلق
- ممارسة أساليب التهدئة الذاتية والتنفس
- خذ دوائك حسب التوجيهات
أخيرًا ، يعد اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي اضطرابًا نفسيا شائعًا نسبيًا.تشمل أعراض هذا الاضطراب الخوف الشديد من مواقف اجتماعية معينة، والخوف من السخرية، والرغبة الشديدة في تجنب المواقف الاجتماعية.
وإذا كان هذا الاضطراب شديدًا أو لم يتم علاجه، فقد يؤثر بشدة على أدائك في جميع مواقف الحياة.
تشمل طرق علاج اضطراب القلق الاجتماعي العلاج النفسي والعلاج بالعقاقير وتغيير نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في النهاية في تحسين نوعية حياتك .
المصادر
