مكونات حليب ثدي الأم

مكونات حليب الأم

حليب الأم هو بالتأكيد المصدر الافتراضي الأساسي لتغذية الأطفال. فبالإضافة إلى سكر الحليب ، أي اللاكتوز ، يتكون حليب الأم من مئات أو آلاف المركبات النشطة بيولوجيًا ذات النشاط المضاد للميكروبات والالتهابات. يتكون حليب الثدي من العديد من المكونات أهمها الأجزاء القابلة للذوبان ، والمذيلات الغروانية أو الكازين ، والأغشية والكريات الدهنية المرتبطة بالغشاء ، والخلايا الحية. بالإضافة إلى ذلك ، في بعض المصادر يمكن القول أنه يحتوي على أيضا على مركبات أخرى منها الماء والدهون.

مكونات اللبأ

اللبأ مهم بشكل أساسي لتقوية جهاز المناعة لدى الطفل وتحفيز نمو أنسجة الجسم. يتم إنتاج اللبأ في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة ويحتوي على أجسام مضادة إفرازية وفيرة من الغلوبولين المناعي A (sIgA) بالإضافة إلى اللاكتوفيرين وخلايا الدم البيضاء. بالإضافة الى عوامل النمو الأخرى الموجودة في اللبأ.

وإلى جانب ذلك ، فإن اللبأ يكون مصفرًا بشكل مميز بسبب وجود مستويات عالية من الكاروتينات مثل بيتا كاروتين ، ويزيد تركيز هذه المواد عشرة أضعاف بحلول الوقت الذي يتم فيه إفراز الحليب الكامل (0.1 إلى 0.3 مجم / لتر في اللبأ مقابل 0 34 إلى 7.57 مجم / لتر في الحليب كامل الدسم).

إضافة الى أن تركيز اللاكتوز والبوتاسيوم والكالسيوم في اللبأ منخفض. في غضون أيام قليلة ، تغلق الخلايا الظهارية للغدد الثديية بتشكيل تقاطعات ضيقة وبالتالي تنخفض مستويات الصوديوم فيه. بينما يزيد مستوى اللاكتوز. تنشط الخلايا الإفرازية للغدة الثديية في هذا الوقت ويتم إنتاج الحليب الانتقالي في المرحلة الثانية.

في هذه المرحلة ، تزداد أيضًا كمية الحليب المنتجة. وتستمر هذه الدورة لمدة تصل إلى أسبوعين. بعد هذه الفترة ، يُفرز الحليب الناضج ويبقى مستقرًا في التركيب.

المغذيات الكبيرة المقدار في حليب الأم

يوجد ما يقرب من 0.9 إلى 1.2 جرام من البروتين مع 3.2 إلى 3.6 جرام من الدهون لكل 100 ملليلتر من الحليب الناضج المنتج بعد الولادة . بالإضافة إلى أن كمية اللاكتوز هي 6.7 إلى 7.8 جرام. عندما يتم استقلاب هذا الحليب ، فإنه ينتج 65 إلى 70 كيلو كالوري من الطاقة، على الرغم من أن كمية الدهون هي العامل الرئيسي الذي يحدد هذه المعلمة.

يحتوي الحليب المبكر على المزيد من البروتين والدهون ، وهو ما يتوافق مع احتياجات الطاقة المتزايدة للطفل الخديج. ومع ذلك ، في حوالي أربعة أشهر بعد الولادة ، يعتمد تكوين الحليب على عوامل مثل كتلة دهون الأم مقابل الكتلة الخالية من الدهون ، وعدد النسل ، ووجود انقطاع الطمث ، وعدد مرات الرضاعة في اليوم.

لا يرتبط النظام الغذائي للأم بتركيز بروتين الحليب. فكلما زاد إنتاج المرأة من الحليب ، انخفض تركيز الدهون والبروتينات ، ولكن في المقابل يزداد محتوى الكربوهيدرات. يشكل اللاكتوز حوالي 60-70٪ من الضغط الأسموزي الكلي للحليب وقيمة طاقته ضعف طاقة الجلوكوز لكل وحدة ضغط تناضحي.

البروتينات والمركبات النيتروجينية الأخرى في حليب الثدي

تشمل بروتينات الحليب كلاً من كسور مصل اللبن والكازين ، ويتكون كل منها من عدة بروتينات ذات مرتبطة. يشكل الكازين مع الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفات مذيلات ويسمح بدمج كمية كبيرة من هذه المعادن في الحليب مقارنة بالمحلول المائي.

تصنع بروتينات مصل اللبن مثل اللاكتوفيرين في أنسجة الثدي ، بينما يتم نقل الباقي من دم الأم إلى الحليب. واللاكتوفيرين هو بروتين مرتبط بالحديد مع نشاط مضاد للجراثيم ومضاد للفطريات والفيروسات ويمنع على وجه التحديد تكاثر البكتيريا المحبة للحديد (امتصاص الحديد).

بالإضافة إلى ذلك ، هناك مركبات نيتروجينية أخرى في الحليب لا تعتبر بروتينات. من بينها مواد مثل اليوريا والكرياتينين وحمض البوليك والأحماض الأمينية والنيوكليوتيدات ، والتي ينشأ منها حوالي ربع النيتروجين في لبن الإنسان.

يتم تنظيم محتوى الأحماض الأمينية الأساسية في حليب الأم بشكل جيد ، مما يزيد على النحو الأمثل من معدل النمو عند الرضع.

الدهون في حليب الثدي

تتكون حوالي 90٪ من دهون حليب الام من الدهون الثلاثية التي يتم إنتاجها في خلايا الثدي. تنشأ هذه الأحماض الدهنية إما من دم الأم أو يتم تصنيعها حديثًا في أنسجة الثدي ، ومع مرور الوقت وتطور الرضاعة الطبيعية ، تزداد الأحماض الدهنية.

تُشتق الدهون المتحولة من استهلاك الأم للدهون المهدرجة ، وكذلك من تحلل الأنسجة الدهنية أثناء فقدان الوزن بعد الولادة. ولا تعتمد مستويات الكوليسترول والفوسفوليبيد على النظام الغذائي. تحتوي الفسفوليبيدات على 75 مجم / 100 مل في محتوى الحليب.

يزداد ليباز البروتين الدهني (إنزيم يكسر الدهون الثلاثية) بشكل تفاضلي في الغدة الثديية ، ولكنه ينخفض ​​في الأنسجة الدهنية ، مع إفراز البرولاكتين ، قبل وأثناء الرضاعة. يحتوي حليب الأم على نسبة عالية من حمض البالمتيك وحمض الأوليك ، ويشكل هذا الجزء المكون الأكثر تنوعًا في الحليب.

كمية هذه الجزيئات في الحليب المنتج في الأيام الأخيرة أو الجزء الأخير من تغذية الطفل تزيد مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالحليب المنتج قبل هذا الوقت. أيضا ، تكون كمية الحليب أعلى في فترة الظهيرة والمساء. الى جانب أن تناول كميات كبيرة من البروتين قد يحسن مستويات الدهون في الحليب.

كمية الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (PUFAs) وحمض اللينوليك وأحماض أوميغا 6 الدهنية أعلى لدى الأمهات الشابات. بشكل عام ، النظام الغذائي عالي الدهون يزيد بشكل كبير من حمض اللينوليك واللينولينيك ، ولكن النظام الغذائي منخفض الدهون والسعرات الحرارية يؤدي إلى تشبع الأحماض الدهنية طويلة السلسلة في مخازن الدهون في الجسم.

المغذيات الدقيقة في حليب الأم

تشتمل المركبات المعدنية في حليب الثدي بنسبة 0.2٪ على الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والكلور. حيث أن البوتاسيوم والكلوريد والكالسيوم هي المركبات الأكثر وفرة. كما لا يتأثر تركيز المعادن بشكل كبير بالنظام الغذائي للأم. ومع ذلك ، قد يكون تناول مكمل اليود مفيدًا. لأنه يحسن مستويات اليود.

الحديد

الحديد ضروري للعديد من عمليات التمثيل الغذائي ونقصه يؤثر بشكل خاص على النمو السريع للطفل. والنحاس ضروري للتنفس الخلوي وأيض الحديد ، وكذلك لتخليق النسيج الضام. بالإضافة إلى ذلك ، يعتبر تناول الزنك أمرًا حيويًا لتطوير وعمل جهاز المناعة.

الكالسيوم

الكالسيوم هو المرسل الثاني المهم في مسارات الإشارات الخلوية ، في حين أن الفوسفور هو مكون رئيسي لأغشية الخلايا والأحماض النووية ، بالإضافة إلى كونه وفيرًا وموجودًا في العظام (والتي تتطلب أيضًا المغنيسيوم).  الى جانب أن هذا المركب حيوي أيضا لإشارات الخلايا وإنتاج الطاقة.

المغذيات الدقيقة الأخرى

يشارك المغنيسيوم في أكثر من 300 عملية أيضية. واليود أيضا ضروري للنمو البدني والعقلي أثناء الطفولة والبقاء على قيد الحياة. والسيلينيوم عنصر مهم في البروتينات المضادة للأكسدة وخلية ديودنيز. بالإضافة إلى ذلك ، يحتوي حليب الأم على فيتامينات A ، B 1 ، B 2 ، B 6 ، B 12 ، D واليود.

فحاجة الجسم لهذه المكونات تجعل استهلاك مكملات الفيتامينات ذات قيمة مطلقة خلال هذه الفترة أمرا ضروريا. يحتوي الحليب أيضا على  نسبة عالية من  فيتامين C  ، ولكنها تتحلل بسرعة عند تسخين الحليب. يلعب هذا الفيتامين دورًا في تنشيط الكريات البيض وزيادة إنتاج الأجسام المضادة وزيادة تخليق الإنترفيرون.

فيتامين K  في حليب الأم منخفض. لأنه لا يمر بسهولة عبر المشيمة. لذلك ، يتم إجراء حقن فيتامين K عند الولادة للوقاية من الأمراض النزفية عند الرضع. كما أن كمية فيتامين D في الحليب منخفضة أيضًا ، خاصة عندما لا تتعرض الأم لأشعة الشمس.

يحتوي فيتامين E على نشاط مضاد للأكسدة بالإضافة إلى خصائصه المنشطة للمناعة ، ومعظم كمياته توجد على شكل α-tocopherol.

المواد النشطة بيولوجيا في حليب الثدي

في بعض الحالات ، يتم إفراز المركبات النشطة بيولوجيًا في حليب الثدي إما من ظهارة الثدي مثل كريات دهن الحليب ، أو يتم نقلها إلى القناة الثديية عبر دم الأم.

ومع ذلك ، فإن البعض الآخر ينشأ من خلايا داخل الحليب. يتم الحصول على عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF) من الغدة نفسها. ومن المهم إدراك أن النشاط البيولوجي لهذه الجزيئات قد يتعطل بعد دورات التجميد والذوبان ، كما هو الحال عند تخزين الحليب في بنوك الحليب ، أو حتى عن طريق عمليات التجميع والتخزين والبسترة.

عوامل النمو في حليب الثدي

يتسبب عامل نمو البشرة (EGF) في نضوج الغشاء المخاطي المعوي وإصلاحه.  تكون الكمية أعلى بمئة مرة في الحليب الموجه للبالغين. تتوافر عائلة عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF) ، التي تتكون من أعضاء مثل IGF-I و IGF-II ، بالإضافة إلى البروتينات المرتبطة بـ IGF والبروتياز الخاص بـ IGF ، بكثرة في اللبأ ، وتنخفض بمرور الوقت ، وهي ضرورية لـ نمو الأنسجة ، على الرغم من أن وظائفها غير واضحة.

تشمل الحالات الأخرى ما يلي:

• VEGF و إرثروبويتين (Epo) لإنتاج خلايا الدم الحمراء
• كالسيتونين والسوماتوستاتين لتنظيم نمو الرضيع
• أديبونكتين، الذي ينظم التمثيل الغذائي والالتهابات
• الهرمونات الأخرى المنظمة لعملية التمثيل الغذائي مثل اللبتين والجريلين.

الأجسام المضادة وعوامل المناعة الأخرى في حليب الأم

تشمل العوامل المناعية خلايا مثل الأجسام المضادة والضامة والخلايا الجذعية والخلايا الليمفاوية والخلايا التائية والسيتوكينات والكيموكينات والعوامل المناعية. يحمي وجود sIgA الرضيع من العديد من مسببات الأمراض حتى ينضج جهاز المناعة الإفرازي الخاص به ، والذي قد يستغرق عدة أشهر بعد الولادة.

تنشأ الخلايا البائية التي تنتج سيجا في أنسجة الثدي من الأمعاء الدقيقة أو الجهاز التنفسي ، حيث تواجه هذه الخلية المناعية معظم مسببات الأمراض. تذهب هذه الجزيئات إلى الثدي عن طريق الدم تحت تأثير هرمونات اللاكتوجين. في الثدي ، ويتحولون إلى خلايا بلازما تنتج IgA قاتمة.

sIgA  فعال على الأسطح المخاطية ، ويقاوم التحلل بواسطة البروتياز ، ولا يسبب التهابًا أثناء تأثيره المضاد للميكروبات.

المراجع

• https://www.news-medical.net/amp/health/The-Constituents-of-Breast-Milk.aspx
• الطبي