نظريات الإدراك البصري

نظريات الإدراك البصري ، تشرح كيف يدرك الإنسان العالم المحيط به ، بما في ذلك نظرية الإدراك المباشر أو المعالجة التصاعدية أو المعالجة النتازلية . تعرف على أهم نظريات الإدراك.

نظريات الإدراك البصري
نظريات الإدراك البصري

تعريف

الإنسان مجهز بأجهزة حسية من أجل استقبال المعلومات من البيئة الخارجية، مثل العين والأذن والأنف. فكل عضو فيه يعتبر حاسة وهو جزء من نظام حسي يتلقى المدخلات الحسية وينقل المعلومات الحسية إلى الدماغ.

من المشاكل التي تواجه علماء النفس خاصة المعرفي والإدراكي  فيما يتعلق بهذا الموضوع هو شرح العملية التي من خلالها تشكل الطاقة الحسية التي تتلقاها أعضاء الحس أساس التجربة الإدراكية. حيث يتم تحويل المدخلات الحسية بطريقة ما إلى تصورات ومدركات مثل المكاتب وأجهزة الكمبيوتر والزهور والمباني والسيارات والطائرات ؛ وكذلك المشاهد والأصوات والروائح والتذوق وتجارب اللمس.

القضية النظرية الرئيسية التي ينقسم عليها علماء النفس هي المدى الذي يعتمد فيه الإدراك بشكل مباشر على المعلومات الموجودة في البيئة. يجادل البعض بأن العمليات الإدراكية ليست مباشرة ، ولكنها تعتمد على توقعات المدرك والمعرفة والتجارب السابقة بالإضافة إلى المعلومات التي يعطيها الحافز نفسه.

نوقش هذا الجدل في قطبين، الأول جبسون (1966) الذي اقترح نظرية مباشرة للإدراك وهي نظرية "المعالجة التصاعدية" ، وغريغوري (1970) الذي اقترح نظرية بنائية (غير مباشرة) للإدراك وهي نظرية "المعالجة التنازلية".

يميز علماء النفس بين نوعين من العمليات في الإدراك : المعالجة التصاعدية و المعالجة التنازلية .

تُعرف المعالجة التصاعدية أيضًا بالمعالجة القائمة على المعلومات ، لأن الإدراك بالنسبة لها يبدأ بالحافز نفسه. وتتم المعالجة في اتجاه واحد من شبكية العين إلى القشرة البصرية ، حيث تقوم كل مرحلة متتالية في المسار البصري بإجراء تحليل أكثر تعقيدًا للمدخلات.

تشير المعالجة التنازلية إلى استخدام المعلومات السياقية أي المعارف السابقة في التعرف على الأنماط. على سبيل المثال ، يكون فهم خط اليد الصعب أسهل عند قراءة جمل كاملة منه عند قراءة كلمات مفردة ومعزولة. وهذا لأن معنى الكلمات المحيطة يوفر سياقًا للمساعدة في الفهم.

نظرية المعالجة التنازلية غريغوري

جادل عالم النفس ريتشارد غريغوري (1970) بأن الإدراك هو عملية بناءة تعتمد على المعالجة التنازلية.

غالبًا ما تكون معلومات التحفيز "المحفزات الخارجية" القادمة من بيئتنا غامضة ، لذلك ، فإننا نحتاج إلى معلومات معرفية أعلى لتفسيرها إما من التجارب السابقة أو المعرفة المخزنة من أجل تقديم استنتاجات حول ما ندركه. أطلق عليها هيلمهولتز "مبدأ الاحتمالية".

بالنسبة إلى غريغوري ، فإن الإدراك عبارة عن فرضية تقوم على المعرفة السابقة. فبهذه الطريقة نقوم ببناء تصورنا للواقع على أساس بيئتنا الخارجية والمعلومات السابقة المخزنة.

ملخص

  • تصل الكثير من المعلومات إلى العين ، ولكنها تفقد الكثير بفعل الوقت الذي تستغرقه في الوصول إلى الدماغ (يقدر غريغوري هذا الضياع بحوالي 90٪).
  • لذلك ، يجب على الدماغ تخمين ما يراه الشخص بناءً على التجارب السابقة.  فنحن نعمل بنشاط أي بفاعلية على بناء تصوراتنا وإدراكاتنا للواقع.
  • اقترح ريتشارد غريغوري أن الإدراك يتضمن الكثير من اختبارات الفرضيات لفهم المعلومات المقدمة إلى أعضاء الحس.
  • تصوراتنا للعالم هي فرضيات تستند إلى التجارب السابقة والمعلومات المخزنة.
  • تتلقى المستقبلات الحسية المعلومات من البيئة ، والتي يتم دمجها بعد ذلك مع المعلومات المخزنة مسبقًا حول العالم والتي بنيناها نتيجة للتجربة.
  • يؤدي تكوين فرضيات غير صحيحة إلى أخطاء في الإدراك (مثل الأوهام البصرية مثل "مكعب نيكر").

أدلة على نظرية غريغوري

الخلط بين الأشياء المحتملة الأشياء عير المحتملة

أظهر غريغوري هذا بمثال قناع الوجه المجوف . حيث يُنظر إلى هذا القناع عمومًا على أنه وجه طبيعي ، وحتى عندما يعرف المرء ويشعر بأن القناع مجوف يضل يؤمن بالحقيقتان معا .

غموض التصورات

مكعب نيكر هو مثال جيد على غموض التصورات. فعندما تحدق في التقاطعات الموجودة في المكعب ، فيمكن أن يتغير الاتجاه الذي تنظر فيه فجأة أو "ينقلب".

حيث يصبح غير مستقر ويمكن أن ينتج عن نمط فيزيائي واحد تصوران أو أكثر.

يقول غريغوري بأن هذا المكعب يبدو وكأنه يتقلب بين الاتجاهات، لأن الدماغ يطور فرضيتين متساويتين في القبول وغير قادر على الاختيار بينهما.

وعندما يتغير الإدراك "على الرغم من عدم وجود تغيير في المدخلات الحسية"، لا يحدث ذلك بسبب المعالجة التصاعدية. حيث يجب أن يتم تحديد الإدراك من خلال الفرضية الإدراكية السائدة لما هو قريب وما هو بعيد.

التقييم النقدي لنظرية غريغوري

طبيعة الفرضيات الإدراكية

إذا استخدمت الإدراكات والتصورات أسلوب اختبار الفرضية ، فيجب أن نتساءل عن "نوع هذه الفرضيات؟"  حيث يعدل العلماء الفرضيات وفقًا للدعم والأدلة الذي يجدونها عليها ، فهل نحن كمدركين قادرين أيضًا على تعديل فرضياتنا؟ . في بعض الحالات يبدو أن الإجابة هي نعم. على سبيل المثال ، انظر إلى الشكل أدناه:

قد يبدو هذا الشكل عبارة عن ترتيب عشوائي لأشكال سوداء. وفي الحقيقة يوجد هناك وجه مخفي ، هل يمكنك رؤيته؟ . الوجه ينظر للأمام مباشرة وهو في النصف العلوي من الصورة في المنتصف. والآن هل يمكنك رؤيته؟ فالشكل عليه إضاءة قوية من الجانب وله شعر طويل ولحية.

بمجرد اكتشاف الوجه ، يحدث التعلم الإدراكي السريع جدا ، ومن الواضح أن الصورة الغامضة أصبحت تحتوي الآن على وجه في كل مرة ننظر إليها. لأننا تعلمنا أن ندرك الحافز بطريقة مختلفة.

وعلى الرغم من وجود علاقة مباشرة بين تعديل الفرضيات والإدراك في بعض الحالات ، كما هو الحال في صورة الوجه الغامضة هذه ، إلا أن هذا ليس واضحًا في حالات أخرى. على سبيل المثال ، قد تستمر الأوهام حتى عندما تكون لدينا معرفة كاملة بها (مثل الوجه المقلوب ، غريغوري 1974). وقد يتوقع المرء أن المعرفة التي تعلمناها (من ، على سبيل المثال ، لمس الوجه والتأكيد على أنه ليس " طبيعيًا '') ستعدل فرضياتنا بطريقة تكيفية إلا أن الأمر لا يكون على هذا النحو ذائما. ولا يمكن حتى لنظريات "اختبار الفرضية" الحالية أن تفسر هذا النقص في العلاقة بين التعلم والإدراك.

التنمية الإدراكية

السؤال المحير بالنسبة للبناءيين الذين يقولون أن الإدراك هو في الأساس معالجة تنازلية هو "كيف يمكن للرضيع أن يدرك؟" ، فإذا كان علينا جميعًا بناء عوالمنا الخاصة بناءً على تجارب الماضي ، فلماذا تكون تصوراتنا متشابهة أحيانا ، ليس في الثقافة الواحدة فقط بل حتى عبر الثقافات؟. وبناءا على هذا فإن الاعتماد على التركيبات والخصائص الفردية لفهم العالم يجعل الإدراك عملية فردية. 

تشدد البنائية على دور المعرفة في الإدراك وهو ما يناقض نهج الأصوليين للتنمية الإدراكية ، حيث توجد مجموعة كبيرة جدا من الأدلة في صالح النهج الأصولي ، على سبيل المثال : يظهر الأطفال حديثي الولادة ثباتًا في الشكل (سلاتر وموريسون ، 1985) ؛ حيث أنهم يفضلون صوت والدتهم على الأصوات الأخرى (دي كاسبر وفيفر، 1980) ؛ وقد ثبت أنهم يفضلون السمات الطبيعية على الملامح المختلطة في وقت مبكر من الولادة بعد 5 دقائق من الولادة.

الأدلة الحسية

قد يكون النقد الرئيسي للبنائيين هو أنهم قللوا من وجود كمية هائلة من الأدلة الحسية المتاحة للمدركين في العالم الحقيقي (على عكس المختبر الذي تعتمده البنائية في صياغة الأدلة).

كثيرًا ما يستخدم البنائيون مثل غريغوري مثال ثبات الحجم لدعم تفسيراتهم ونتائجهم. أي أننا ندرك حجم الجسم بشكل صحيح على الرغم من تقلص الصورة.  ويقترحون أن الأدلة الحسية الواردة من المصادر الأخرى يجب أن تكون متاحة لنا حتى نتمكن من إدراكها.

إلا أنه في العالم الحقيقي ، نادرًا ما تُرى الصور بمعزل عن غيرها (كما هو ممكن في المختبر). حيث أن هناك مجموعة كبيرة جدا من المعلومات الحسية في العالم الحقيقي تتضمن الخلفية والأفق البعيد والحركة وكل الأشياء الإخرى المحيطة. فهذا المصدر الغني للمعلومات الحسية مهم جدا للنهج الثاني "الأصولي" في شرح الإدراك ، مثل النهج المباشر للإدراك كما اقترحه جيبسون.

ينتقد جيبسون بشدة فكرة أن الإدراك يتضمن معالجة تنازلية وانتقد مناقشة غريغوري للأوهام البصرية على أساس أنها أمثلة مصطنعة وليست صورًا موجودة في بيئاتنا المرئية العادية. وهذا أمر بالغ الأهمية لأن غريغوري يقبل أن المفاهيموالتصورات الخاطئة "الأوهام"هي الاستثناء وليست القاعدة. فقد تكون الأوهام ظواهر مثيرة للاهتمام والدراسة ، لكنها ليست مفيدة في هذا النقاش.

المعالجة التصاعدية عند جيبسون

تشير نظرية جيبسون "المعالجة التصاعدية" إلى أن الإدراك يتضمن آليات فطرية صاغها التطور وأنه لا يشترط التعلم. فهذا القول يشير إلى أن الإدراك ضروري للبقاء، وبدون إدراك ستكون البيئة التي نعيش فيها خطيرة جدا علينا. فقد كان أسلافنا بحاجة إلى الإدراك للهروب من الحيوانات المفترسة والضارة ، مما يشير إلى أن الإدراك هو أمر تطوري.

يجادل جيمس جيبسون (1966) بأن الإدراك عملية مباشرة ولا يخضع لاختبار الفرضيات كما اقترح غريغوري. فهناك معلومات كافية في بيئتنا لفهم العالم بطريقة مباشرة. تُعرف نظريته أحيانًا باسم "النظرية البيئية" بسبب الادعاء بأن الإدراك يمكن تفسيره فقط من حيث البيئة.

بالنسبة لجيبسون: الإحساس هو الإدراك: وما تراه هو ما تحصل عليه. وليست هناك حاجة للمعالجة (التفسير) لأن المعلومات التي نتلقاها حول الحجم والشكل والمسافة وما إلى ذلك مفصلة بشكل كافٍ لنا للتفاعل مباشرة مع البيئة.

ويقول جيبسون (1972) بأن الإدراك هو عملية تصاعدية ، مما يعني أن المعلومات الحسية يتم تحليلها في اتجاه واحد: من التحليل البسيط للمعلومات الحسية الخام إلى التعقيد المتزايد للتحليل من خلال النظام البصري.

خصائص نظرية جيبسون

المصفوفة البصرية

المصفوفة البصرية هي نقطة البداية لنظرية جيبسون وتعني أن نمط الضوء الذي يصل إلى العين ، والمعروف باسم المصفوفة البصرية ، يحتوي على جميع المعلومات المرئية اللازمة للإدراك.

توفر هذه المجموعة البصرية معلومات لا لبس فيها حول تخطيط الأشياء في المكان. حيث تنعكس أشعة الضوء على الأسطح وتتقارب في قرنية العين.

يتضمن الإدراك "التقاط" المعلومات الغنية التي توفرها المصفوفة البصرية بطريقة مباشرة مع القليل من المعالجة أو بدونها "المعالجة تعني الإعتمادعلى التجارب السابقة والخبرات الماضية في تفسير المعلومات" .

والضوء مصدر دائم التغير للمعلومات الحسية بسبب الحركة والشدة المختلفة للضوء الساطع والمنتشر في اتجاهات مختلفة ،. لذلك ، إذا تحركت ، تتغير بنية المصفوفة البصرية.

وفقًا لجيبسون ، لدينا آليات لتفسير هذه المدخلات الحسية غير المستقرة ، مما يعني أننا نختبر رؤية مستقرة وذات مغزى للعالم.

تحتوي التغييرات في تدفق المصفوفة البصرية على معلومات مهمة حول نوع الحركة التي تحدث. حيث ينتقل تدفق المصفوفة البصرية إما من أو باتجاه نقطة معينة.

فإذا بدا أن التدفق قادم من النقطة ، فهذا يعني أنك تتجه نحوه. وذلك إذا كانت المصفوفة البصرية تتحرك نحو النقطة التي تبتعد عنها.

الخصائص الثابتة

تحتوي المصفوفة البصرية على معلومات ثابتة تظل ثابتة أثناء تحرك المراقب. والثوابت هي جوانب من البيئة لا تتغير. تزودنا بمعلومات مهمة.

مثالان جيدان على الثوابت هما الملمس والمنظور الخطي وعلاقة نسبة الأفق. فالنسبة أعلى وتحت الأفق ثابتة للأشياء من نفس الحجم الواقفة على نفس الأرض.

الإشارات

هي ، باختصار ، إشارات في البيئة تساعد على الإدراك. تشمل الإشارات المهمة في البيئة ما يلي:

  • الصفيف البصري : أنماط الضوء التي تصل العين من البيئة.
  • السطوع النسبي : يُنظر إلى الكائنات ذات الصور الأكثر إشراقًا والوضوح على أنها أقرب.
  • تدرج النسيج : تقل حبيبات النسيج مع انحسار الكائن. ويعطي انطباعًا بأن الأسطح تنحسر في المسافة.
  • الحجم النسبي : عندما يتحرك الجسم بعيدًا عن العين ، تصبح الصورة أصغر. ويتم النظر إلى الكائنات ذات الصور الأصغر على أنها أبعد.
  • الحجب الفائق : إذا كانت صورة أحد العناصر تحجب صورة عنصر آخر ، فسيتم رؤية العنصر الأول على أنه أقرب.
  • الارتفاع في المجال المرئي : تكون الأشياء البعيدة أعلى بشكل عام في المجال البصري.

تقييم نظرية الإدراك المباشر لجيبسون

تعتبر نظرية جيبسون نظرية صالحة من الناحية البيئية لأنها تعيد الإدراك إلى العالم الحقيقي. يمكن تطبيق عدد كبير من التطبيقات بناءا على نظريته مثل تدريب الطيارين وعلامات المدارج وعلامات الطريق.  حيث أنه تفسير ممتاز للإدراك عندما تكون ظروف المشاهدة واضحة.  وتسلط نظرية جيبسون الضوء أيضًا على ثراء المعلومات في المصفوفة البصرية وتقدم وصفًا للإدراك عند الحيوانات والرضع والبشر.

نظريتالإدراك المباشر هي نظرية اختزالية لأنها تسعى إلى تفسير الإدراك من حيث البيئة فقط. حيث أن هناك أدلة عديدة قوية تثبت أن المخ والذاكرة طويلة المدى يمكن أن تؤثرا على الإدراك. فمن هذه الناحية ، يمكن القول إن نظرية غريغوري معقولة أكثر بكثير من جيبسون.

تؤكد نظرية جيبسون أيضًا على جانب واحد فقط من النقاش وهو قوله بأن معطيات البيئة كافية في عملة الإدراك "رعاية البيئة" ، حيث يركز فقط عبى جانب البيئة. ومرة أخرى في هذه الناحية ، تعتبر نظرية غريغوري أكثر منطقية لأنها تشير إلى أن ما نراه بأعيننا ليس كافيًا وأننا نستخدم المعرفة المخزنة في أدمغتنا أثناء عمليةالإدراك ، مما يجعلها نظرية تؤكد على كلا الجانبين من النقاش.

الأوهام البصرية

يعطي تركيز جيبسون على الإدراك المباشر تفسيراً (بشكل عام) للإدراك السريع والدقيق للبيئة. ومع ذلك ، فإن نظريته لا تستطيع تفسير سبب عدم دقة التصورات والإدراكات في بعض الأحيان ، على سبيل المثال في الأوهام. وادعى أن الأوهام المستخدمة في العمل التجريبي تشكل مواقف إدراكية مصطنعة ومن غير المحتمل مواجهتها في العالم الحقيقي ، لكن هذا الرفض لا يمكن تطبيقه بشكل واقعي على جميع الأوهام.

على سبيل المثال ، لا يمكن لنظرية جيبسون تفسير الأخطاء الإدراكية مثل الميل العام للناس إلى المبالغة في تقدير النطاقات الرأسية بالنسبة إلى النطاقات الأفقية.

كما لا تستطيع نظرية جيبسون تفسير الأوهام التي تحدث بشكل طبيعي. على سبيل المثال ، إذا قمت بالتحديق لبعض الوقت في شلال ثم قمت بنقل نظرك إلى كائن ثابت ، فإن الكائن يبدو أنه يتحرك في الاتجاه المعاكس.

المعالجة التصاعدية و التنازلية

لا يبدو أن النظريات المباشرة أو البنائية للإدراك قادرة على تفسير كل خصائص الإدراك طوال الوقت. يبدو أن نظرية جيبسون تستند إلى مدركات تعمل في ظل ظروف مشاهدة مثالية ، حيث تكون معلومات المحفزات وفيرة ومتاحة لفترة زمنية مناسبة. وتضمنت النظريات البنائية ، مثل نظريات غريغوري ، عادة المشاهدة التي تحدث في ظل ظروف أقل مثالية.

جمع البحث الذي أجراه "تولفينغ" كل من وضوح مدخلات التحفيز وتأثير السياق الإدراكي في مهمة تحديد الكلمات. فمع زيادة وضوح الحافز (من خلال مدة التعرض) ومقدار السياق ، زادت أيضًا احتمالية التحديد الصحيح للكلمات.

الا أنه مع زيادة مدة التعرض ، قل تأثير السياق ، مما يشير إلى أنه إذا كانت معلومات التحفيز عالية ، فإن الحاجة إلى استخدام مصادر أخرى للمعلومات تقل. 

تشرح إحدى النظريات كيف يمكن النظر إلى العمليات التنازلية والتصاعدية على أنها تتفاعل مع بعضها البعض لإنتاج أفضل تفسير للمحفز اقترحها نيسر (1976) ، معروفة باسم " دورة الإدراك الحسي ''.