التعافي من عواقب الاعتداء الجنسي والاغتصاب

مراحل التعافي من عواقب الاعتداء الجنسي والاغتصاب، تعرف على آثار الاعتداء الجنسي والاغتصاب وطرق علاجها وكيف تجاوز الاكتئاب الناتج عنه.

التعافي من عواقب الاعتداء الجنسي والاغتصاب
طرق علاج الاكتئاب بعد الاغتصاب وكيفية التعامل معه

الاغتصاب وطرق التعامل مع الآثار اللاحقة

الاعتداء الجنسي ظاهرة عامة يمكن أن يتعرض لها أي شخص بدون استثناء سواء الرجال والنساء ، كبارًا وصغارًا ، أغنياء أو فقراء، كما لا يؤثر الجنس والعمر والعرق والوضع الاجتماعي والاقتصادي على الحد منه. يعد تنوع المشاعر واضطرابها بعد الاغتصاب أمر طبيعي وشائع. حيث يشعر ضحايا الاغتصاب بالعزلة والوحدة بعد وقوع الحادثة.

وقد يعتقد هؤلاء الأشخاص ضحايا الاغتصاب في الغالب أنهم لن يتمكنوا أبدًا من التعبير عن مشاعرهم لأي شخص وأنه لا يوجد علاج لتجاوز الأزمة النفسية الناتجة عنه. لكن في الواقع ، تختلف الاستجابة للاغتصاب والاعتداء الجنسي من شخص لآخر، ويتعافى الكثير من الناس من تلقاء أنفسهم أو بمساعدة العائلة أو الأصدقاء أو العقيدة.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، فإن واحدة من كل 3 نساء و 1 من كل 4 رجال قد تعرض للعنف الجنسي الذي ينطوي على الاغتصاب في مرحلة ما من حياته.

ومع ذلك، فإن العديد من هؤلاء الأشخاص لا يطلبون العلاج أبدًا. كما يشعر البعض منهم أن هذا الاعتداء هو حادث طفيف جدًا لا يستحق كل هذه المعاناة. في حين قد يشعر البعض الآخر بالخجل والإحراج الشديد للتعبير عن هذه المشكلة، كما يعتقد البعض أنهم لا يحتاجون إلى المساعدة أو حتى إذا كانوا بحاجة إليها، يمكنهم الحصول على المساعدة اللازمة.

ما هو الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي؟

الاعتداء الجنسي هو أي سلوك جنسي غير مرغوب فيه يتسبب في شعور الشخص بعدم الارتياح أو الخوف أو التهديد. وقد يحدث هذا الاغتصاب عندما يُجبر الشخص على الانخراط في سلوك جنسي دون موافقته تحت الإكراه أو الخداع أو الخوف.

لذلك إذا تعرضت أنت أو أي شخص تعرفه للتحرش الجنسي أو الاغتصاب، فمن الأفضل طلب المساعدة من المنظمات المعنية بهذه المشاكل أو الأفراد المؤهلين.

يشمل الاعتداء الجنسي اللمس غير المرغوب فيه أو غير المناسب أو التقبيل لجسد الشخص، وممارسة الجنس مع شخص ما دون موافقته. كما يمكن أن يشمل هذا الموقف أيضًا تعريض الشخص الآخر لسلوك جنسي دون موافقته، مثل الاستمناء أمام الآخرين أو إجبار الشخص على مشاهدة المواد الإباحية .

يشير الاغتصاب عادة إلى اختراق القضيب أو الجنس الشرجي أو الجنس الفموي دون موافقة ، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق قضيب الرجل أو أي جسم غريب أو أجزاء أخرى من الجسم. الا أنه، يتم تعريف الاغتصاب بشكل مختلف في مختلف البلدان والأقاليم ، وقد تم استبدال هذا المصطلح بالاعتداء الجنسي في بعض البلدان.

عندما يتورط طفل في مثل هذه الحالة، عادة ما يشار إلى الاعتداء الجنسي بالاعتداء الجنسي على الأطفال . لذلك يمكن لأي شخص مهما كان عمره وجنسه أن يتعرض لاعتداء جنسي، ومعظم الضحايا يعرفون الشخص الذي اعتدى عليهم. وقد يكون زوجًا أو شريكًا سابقًا أو صديقًا سابقًا.

يمكن أن يكون لآثار الاعتداء الجنسي نطاق واسع وطويل الأجل.  قد يعاني ضحايا الاعتداء الجنسي من:

  • اصابات جسدية
  • تحديات الصحة النفسية والعقلية طويلة المدى
  • صعوبة في القيام بالمهام اليومية مثل الأكل والنوم.

كيف تتعامل مع اكتئاب ما بعد الاغتصاب

كيف يشعر الشخص الذي تعرض للاغتصاب؟

يعتبر التحرش الجنسي أو الاغتصاب تجربة مؤلمة للغاية. يتفاعل معها الضحايا بشكل مختلف، ويمكن أن تتغير مشاعرهم بمرور الوقت أو حتى من يوم لآخر.

لذلك من الطبيعي أن تمر بمجموعة من المشاعر بعد التعرض للاغتصاب، أهمها:

  • الصدمة والحرمان
  • عدم القدرة على الحديث عن الحادث
  • القلق أو الخوف أو عدم القدرة على الهدوء
  • الاكتئاب أو تقلبات المزاج
  • الشعور بالذنب أو الخجل أو القلق بشأن الحكم عليك
  • الشعور بالعزلة
  • الكوابيس والعودة إلى الماضي
  • فقدان الثقة بالنفس واحترام الذات والثقة في الآخرين

ومن المهم أن تتذكر أنه إذا كنت ضحية لاعتداء جنسي أو اغتصاب ، فهذا ليس خطأك.

وقد تشعر في الغالب بالحاجة إلى التحدث إلى شخص ما تثق فيه، مثل صديق مقرب أو أحد أفراد الأسرة أو مستشار أو مجموعة دعم. لذلك إذا كنت تعاني من القلق أو أعراض الاكتئاب ، فيجب أن ترى طبيبًا عامًا يمكنه أن يقدم لك الدعم والمشورة والعلاج اللازمين. كما يمكن للطبيب أيضًا إحالتك إلى مستشار أو أخصائي نفسي .

يمكنك الحصول على المساعدة في أي وقت بعد الاعتداء الجنسي ، بما في ذلك الأيام أو الأشهر أو السنوات اللاحقة. لأن الحصول على المساعدة في حالة الاغتصاب ليس له حد زمني.

أعراض الاكتئاب بعد الاغتصاب

قد يعاني بعض الأشخاص من ردود فعل مزمنة تشير إلى الحاجة إلى مساعدة احترافية. على سبيل المثال ، يمكن أن تشمل ردود الفعل هذه الشعور المستمر بحالة الاغتصاب، أو تواجه كوابيس، أو الأفكار الانتحارية والسلبية.

وقد تشير بعض العلامات إلى أنك تعاني من هواجس الاعتداء الجنسي وتفكر فيه باستمرار، على سبيل المثال ، الشعور بالانفصال عن المشاعر أو العلاقات، والشعور و الحرمان من النوم أو النوم نصف مستيقظ، أو قد تواجه مشاكل في التركيز، الى جانب الافراط في العاطفة.

وقد يعاني بعض ضحايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي من مشاكل نفسية مزمنة، مما قد يجعل عملية شفائهم صعبة. فقد يحاول ضحايا الاعتداء الجنسي السيطرة على ردود أفعالهم الدفاعية باستخدام الكحول أو المخدرات. وقد يعمل الكحول أو المخدرات مؤقتًا لتحسين الأعراض، لكن يتراجع مفعوله بمرور الوقت، مما يؤدي إلى احتمال الاعتماد على المواد المخدرة والادمان وردود الفعل الأخرى.

كيف يتم جمع الأدلة المادية في حالة الاغتصاب؟

إذا تعرضت للإيذاء أو الاعتداء الجنسي، فقد يأخذ الطبيب عينات من اللعاب والبول والدم وشعر العانة لجمع الأدلة. وللقيام بذلك، يمكنه إدخال مسحة في الفم والمستقيم والأعضاء التناسلية. كما يمكن أخذ عينات من أي منطقة لمسها المجرم.

ومن الأفضل جمع المستندات المادية والأدلة في غضون 72 ساعة (3 أيام) من الهجوم.

ما هو أول شيء يجب فعله بعد التعرض للاغتصاب؟

إذا لم تكن قد قررت بعد إبلاغ الشرطة بتعرضك للاعتداء الجنسي، فيجب عليك طلب العناية الطبية بعد الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب. فقد يكون لديك إصابات تتطلب العلاج. كما يوصى أيضًا بطلب المشورة بشأن الأمراض المنقولة جنسياً (STIs).

يعالج الأطباء والممرضات احتياجاتك الطبية بسرية ، وإذا كنت بالغًا ، فلن يتم إخطار الشرطة دون إذنك. لكن في حالة الاعتداء على الأطفال ، يشترط تقديم تقرير من الفريق الطبي إلى الشرطة والسلطات القانونية ذات الصلة.

وإذا كنت تعتقد أنك ستبلغ الشرطة بهذه المشكلة، فمن الأفضل مناقشة هذا الأمر مع أطبائك وممرضاتك.

الامراض المنقولة جنسيا (STIs)

حتى إذا لم تكن لديك أعراض ، فمن الجيد إجراء اختبار للعدوى المنقولة جنسياً (STIs) لأن معظم هذه المشاكل تظهر القليل من العلامات والأعراض في البداية.  وقد يطلب منك الطبيب المزيد من الاختبارات لفحص حالتك بدقة.

من أمثلة الاختبارات، اختبار فيروس نقص المناعة البشرية . كما قد تحتاجين أيضًا إلى مناقشة إمكانية الحمل مع طبيبك أو ممرضتك. وفي بعض الحالات، قد يوصى باستخدام حبوب منع الحمل لتقليل خطر الحمل غير المرغوب فيه قدر الإمكان.

علاج الاكتئاب بعد التعرض للاعتداء الجنسي

قد يشمل علاج الاغتصاب والاعتداء الجنسي طريقة العلاج بالتعرض. يمكن أن تتضمن هذه الطريقة التعرض لذكريات هذا الحدث والتعرض للتذكير الآمن بهذا الحدث. يتيح كلا العلاجين للضحية استعادة ذكرياته عن الحدث في مكان آمن.

كما أنها تسمح للضحايا بالنظر إلى ردود أفعالهم ومعتقداتهم حول الاغتصاب من منظور مختلف. وقد تسمح هذه الأساليب أيضًا للناجيات بالتعبير عن مشاعر قوية مثل الخجل أو الخوف أو الغضب أو الذنب أو الاشمئزاز التي تكون شائعة لدى ضحايا الاغتصاب.

الى جانب هذا هناك هدف آخر من العلاج بالتعرض هو أن يتعلم الضحايا كيفية التعامل مع ردود أفعالهم العاطفية دون المبالغة في رد الفعل أو تجنب ردود الفعل على الإساءة.

خيار العلاج السلوكي المعرفي

التشخيص الأكثر شيوعًا المرتبط بالاعتداء الجنسي هو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). ولحسن الحظ  تم العثور على عدد من العلاجات لاضطراب ما بعد الصدمة. وقد وجد الباحثون أن هناك أدوية والعديد من العلاجات النفسية (العلاج بالحوار) لهذه المشكلة قادرة على علاج اضطراب ما بعد الصدمة، الا أن التركيز ينصب في الغالب على العلاج السلوكي المعرفي (CBT).

ومن بين العلاجات المعروفة، وُجد أن العلاج المعرفي السلوكي طريقة فعالة لتحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. حيث أنه عادة ما تكون طريقة العلاج هذه مركزة وقصيرة المدى وتتضمن تعلم مهارات جديدة ، والتي يمكن أن تشمل ممارسة مهارات جديدة خلال الجلسات. كما أنه غالبًا ما تعتمد هذه الطريقة السلوكية المعرفية على تثقيف العملاء وعائلاتهم حول كيفية إصابة الأشخاص باضطراب ما بعد الصدمة وكيف يمكن للعلاج الفعال أن يساعدهم على التعافي.

إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها (EMDR)

إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها هو علاج تفاعلي يستخدم للتعامل مع الصدمات وتقليل الضيق. قد تتضمن هذه الطريقة النقر أو تحريك العينين من جانب إلى آخر أثناء الحديث عن حدث مزعج.

العلاج الداعم لعلاج اكتئاب ما بعد الاغتصاب

يمكن للمعالجين مساعدة الضحايا على فهم مشاعرهم. ومن ناحية أخرى ، يقومون بتحسين هذا النهج من خلال تحديد المهارات المستخدمة لإدارة الأعراض.  وإذا كانت هناك مشكلة نفسية معينة مثل القلق أو الاكتئاب ، فقد يكون العلاج الدوائي خيارًا جيدا لتقليل الأعراض.

التعافي من آثار الاغتصاب

كيفية التعامل مع الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي؟

قد يشمل العلاج أيضًا العمل مباشرة على أفكار أو معتقدات الاغتصاب، والتي وُجد أنها مفيدة أيضًا في تقليل صدمة التعرض للاعتداء الجنسي. حيث قد تتشكل لدى الضحية معتقدات حول الاغتصاب بطرق غير دقيقة أو غير مفيدة. 

بالتالي تتمثل إحدى طرق التعامل مع الاغتصاب والاعتداء الجنسي في تعلم المهارات اللازمة لتطوير معتقدات مفيدة واختبارها وتغييرها إذا فشلت. لذا فإن الفكرة الأساسية هنا هي تغيير المشاعر والسلوك عن طريق تغيير المعتقدات.

يمكن أن يشمل هذا العلاج أيضًا تعلم مهارات التنفس لتقليل القلق ، واستخدام طرق جديدة للسيطرة على الغضب أو تقليله ، واستخدام مهارات التأقلم لمنع ردود فعل الصدمات في المستقبل ، وطرق التواصل بشكل أكثر فعالية مع الناس.

فقد أظهرت الأبحاث أن كلا من التأقلم والعلاج السلوكي المعرفي خيارات آمنة وفعالة ويبدو أن لها فوائد دائمة في محاربة آثار الاعتداء الجنسي. كما يمكن إجراء هذه العلاجات بشكل فردي مع معالج أو في مجموعة. لذلك للاستفادة من هذه العلاجات، يجب أن يكون الضحايا قادرين على التقدم وطلب المساعدة ويجب أن يكونوا مستعدين للتحدث إلى معالج حول تعرضهم للاغتصاب. حيث يعتبر الاغتصاب حتى الآن جريمة لا يتم الإبلاغ عنها.

ماذا تفعل لضحايا الاغتصاب؟

التعبير عن مثل هذه المشاكل ليس بالمهمة السهلة لأي شخص تعرض للاعتداء الجنسي ، لذا فإن امتلاك المعرفة اللازمة حول هذه الظروف يمكن أن يساعدك في كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص. لذلك يجب تجنب ردود الفعل السلبية من الأصدقاء أو أفراد الأسرة أو المهنيين لأنها قد تزيد من خطر حدوث المشاكل النفسية. كما أن اللوم أيضا قد يضاعف من احتمالية حدوث المزيد من الضرر النفسي.

متى ترى الطبيب؟

يمكن أن يتخذ الاعتداء الجنسي أشكالًا عديدة ، لكن الخسارة العاطفية التي تلحق بحياة الضحية غالبًا ما تكون هي نفسها. ولحسن الحظ ، من الممكن المضي قدمًا بطريقة صحية بعد التعرض للاعتداء والإساءة. لذلك يمكن أن يساعدك تعلم وممارسة استراتيجيات التأقلم الصحية على التأقلم مع الوضع، بحيث يمكنك المضي قدمًا في حياتك بأفضل ما يمكنك في المستقبل. 

 

المصادر