نظريات التعلم: السوسيوبنائية والمعرفية

نظريات التعلم هي مجموعة من النظريات التي تعالج سيرورة الانسان التعلمية، أي العمليات لتعليميةالتعلمية واكتساب المعرفة، تعرف على النظرية السوسيوبنائية، والمعرفية.

نظريات التعلم: السوسيوبنائية والمعرفية
نظريات التعلم: السوسيوبنائية والمعرفية

نظريات التعلم هي مجموعة من النظريات في علم النفس التي تعالج سيرورة الانسان التعلمية، وذلك في علاقتها بالديناميات التعليمية التعلمية، أي بكيفية اكتساب الانسان للمعرفة وتلقينه لها.

النظرية السوسيوبنائية

تبنى المعارف اجتماعيا  من طرف الإنسان ولفائدته.فالمرء يبني  وبكيفية نشيطة معارفه من خلال سياق قائم على التفاوض  وإعطاء المعنى ، كما يرى أصحاب هذه النظرية بأن المتعلم لا يطور كفاياته إلا بمقارنة إنجازاته بإنجازات غيره، أي في إطار التفاعل مع الجماعة أو الأقران .

تعتبر سوسيو بنائية فيكوتسكي من أهم الأسس النظرية التي قامت عليها المقاربة بالكفايات - التي اعتمدها المغرب في بناء المناهج والبرامج التعليمية الحالية.

 التعلم  في هذه النظرية لا تحققه الذات بمفردها ولا يوجد داخلها، بل إن المعارف والمهارات والقدرات والخبرات موجودة في المحيط الخارجي. وعلى الطفل أن يتفاعل مع المحيط في إطار الأنشطة الفصلية والمندمجة  .

النظرية السوسيوبنائية

رواد النظرية السوسيوبنائية

كان أول ظهور لـ النظرية السوسيوبنائية في النصف الثاني من القرن العشرين، على يد كبار العلماء النفسيين كأمثال : ألبرت باندورا ، فيغوتسكي  الذي كان من الأوائل الذين انتقدوا النظرية البنائية ومحاولة تطويرها، مؤكدا على أن المتعلم يتعلم من خلال التفاعل مع الاخرين وخاصة مع أكبره سنا (الراشدين) ومعرفة، معلنا بذلك بزوغ نظرية جديدة من قلب النظرية البنائية وهي النظرية السوسيوبنائية. 

مرتكزات النظرية السوسيوبنائية

  • الانسان اجتماعي بطبعه، وبالتالي فالتعلم في وسط المجموعة أفضل بكثير من التعلم الفردي.
  • التعلم يقوم على الصراع المعرفي لدى المتعلم (كما هو عند النظرية البنائية، ويمكنكم الرجوع اليها لفهم الفكرة والتعمق أكثر).
  • المعارف تبنى اجتماعيا من خلال بناء المعرفة بالارتكاز على التفاعل الاجتماعي.
  • رغم أن النظرية السوسيوبنائية تحث على العمل والتعلم في إطار المجموعة (في اطار اجتماعي) الاّ أنها تقر أيضا على أن المتعلم في كل مساره التعليمي يبني تعلماته بنفسه بشرط أن يكون ذلك في إطار التفاعل مع المحيط السوسيولوجي.
  • تعلم المتعلم في إطار الوسط الاجتماعي يتم عبر تواصله مع الراشدين والبالغين من الأقران وباقي المتوفقين.

أبعاد المقاربة السوسيوبنائية

  • البعد التفاعلي لهذه السيرورة نفسها، حيث الذات تتفاعل مع موضوع معارفها، والمراد تعلمها.
  • البعد الاجتماعي (السوسيولوجي) للمعارف والتعلمات حيث تتم في السياق المدرسي.
  • البعد البنائي لسيرورة تملك المعارف وبنائها من قبل الذات العارفة.
  • وعليه فإن المقاربة السوسيوبنائية هي مقاربة بنائية تفاعلية اجتماعية.

الوضعية كمفهوم مركزي في النظرية السوسيوبنائية

  • المعارف من منظور سوسيوبنائي موطنة في سياق اجتماعي وفزيائي؛ والكفايات لا تتحدد إلا تبعا لوضعية معينة، ومن ثم فهي كذلك توجد ضمن سياق إجتماعي فزيائي، وعليه يصبح مفهوم الوضعية مركزيا في التعلم؛ ومهمة المدرس هي أساسا خلق وضعيات لتمكين المتعلم من بناء المعارف وتنمية الكفايات. يتعلق الأمر هنا بحصيلة فحص حاسمة بالنسبة لنمو التعلمات المدرسية.
  • فالوضعيات التي يستطيع التلاميذ داخلها بناء معارفهم حولها، وتنمية كفاياتهم، لها دور حاسم في المنظور البنائي.
  • نعني بذلك:لم يعد الأمر، إذن، يتعلق بتعليم مضامين معزولة مبتورة عن أي سياق (مثل مساحة منحرف، جمع الكسور، طرق الحساب الذهني، قاعدة نحوية، تصريف صنف من الأفعال... إلخ)، وإنما أصبح الأمر متعلقا بتحديد وضعيات يستطيع التلاميذ داخلها بناء معارفهم أو تعديلها أو دحضها، وتنمية كفاياتهم حول المضامين المدرسية.
  • كما لم يعد المضمون المدرسي غاية في ذاته، بل أصبح وسيلة لخدمة معالجة وضعيات تحتل نفس مرتبة الموارد الأخرى.

التعلم في منظور سوسيوبنائي

  • التعلم عند "فيكوتسكي" يتحقق من خلال لحظتين حاسمتين:* اللحظة الأولى: - وتمثل زمن تدخل الراشد لإطلاق شرارة التعلم الذي يعجز التلميذ عن تدشينه بمفرده، فإذا اختار الراشد الوقت المناسب وكان فعله مناسبا، فإن الطفل يتمكن من الاشتغال منفردا بتوظيف مكتسباته.  اللحظة الثانية: - وتسمى لحظة النمو المتمثلة في تدخل السيرورات الفردية الداخلية في عملية استبطان المقولات الاجتماعية، الثقافية والمهارات والمعارف لتستوعبها داخليا.
  • يميز "فيكوتسكي" بين مستويين من الذاكرة عند الأطفال:* الذاكرة الطبيعية: - وهي المشترك بين جميع الأطفال والأفراد قبل انخراطهم في النشاط الاجتماعي والثقافي سواء داخل المدرسة أو خارجها، لا تعتمد الوسائط الثقافية ما دامت لم تستضمر بعد مقولات الخارج، ولم تستدخل أية قيم أو معارف.
  • الذاكرة ذات الوسائط العليا: أكثر تطورا من الأولى باعتبارها تنخرط ضمن الوظائف العقلية المتقدمة والمعتمدة على المقولات الثقافية المخزنة. وتظهر عند الأطفال الذين تتاح لهم فرص التفاعل مع الراشدين المتمرسين، وخلال الأنشطة يكتشفون الوسائل التي تساعدهم على التذكر، فتتحقق الطفرة في النمو، وينتقل الطفل من الذاكرة الطبيعية إلى الذاكرة ذات الوسائط والمدعمة بالعناصر الثقافية المكتسبة.ومن ثمة فإن القدرة على التذكر تظل محدودة في غياب التفاعل مع ذوي الخبرة والكفاءة المتقدمة والقدرة العالية. وهنا يبرز الدور المركزي للراشد.

التعلم في منظور سوسيوبنائي

النظرية المعرفية

النظرية المعرفية هي اتجاه معرفي أعطى اهمية كبيرة لمصادر المعرفة و استراتيجيات التعلم، في المجال التربوي لبلوغ منزلة التحكم و الفهم في التعامل مع مختلف الظواهر النفسية التعلمية.

وذلك من خلال تركيزها على عمليات نفسية داخلية ك : الانتباه . الفهم . التذكر . الاستقبال و المعالجة لانسان حسب هذه النظرية يملك امكانات و طاقات عقلية معرفية و انفعالية هائلة .

وسلوك الشخص هو نتاج لما لديه من معرفة .

رواد النظرية المعرفي

  • تولمان
  • برونر
  • اوزبل

المفاهيم الخاصة بالنظرية المعرفية

  • التعلم
  • الموقف الكلي
  • الفهم
  • المعرفة
  • المتعلم

مرتكزات النظرية المعرفية

مفهوم التعلم : هو نشاط ذهني عقلي يفترض عمليات   الادراك و الفهم و الاستدراك حيث يسمح للفرد بتحقيق تنمية خبراته اللازمة لاستمرار الحياة .و توجيه سلوكه الفردي من خلال تطويره و ترتيبه.

التعلم حسب النظرية المعرفية يقوم على ربط العلاقة بين الأفكار و الخبرات و السلوكات و نقلها من حالة اللاتوازن إلى حالة التوازن الجديد .  

  • التوازن
  • التوازن الجديد
  • اللاتوازن

الموقف الكلي في النظرية المعرفية

هو الادراك القبلي المنطقي و المعرفي الذي يكونه المتعلم للعناصر قبل تعرفه على أجزاء ذلك العنصر، و هو ما يسمى بلغة علم الاجتماع التمثلات القبلية التي يكونها الشخص حول عنصر أو موضوع معين قبل تكوينه معرفة علمية منطقية لذلك العنصر.

مثلا في مراحل تعلمية معينة يفترض على المتعلم أن يتقن التعامل مع الحواسيب، حيث تنطلق العملية التعلمية من الموقف الكلي للتلاميذ حول الحاسوب كجهاز ..و نتدرج في استكشاف أجزائه بعدها وكهذا نحقق ما يسمى بالتعلم .

النظرية المعرفية

الفهم في النظرية المعرفية

هو خبرة شعورية عقلية أو معرفية تمكن الذات المتعلمة من تحديد و تفسير العناصر الخارجية بدقة ووضوح و هي بذلك تزيح دلك الغموض الفكري لدى الذات المتعلمة و تنقلها من وضعية الموقف الكلي تجاه العناصر إلى استكشاف الأجزاء و التفاصيل .

مفهوم المعرفة

نقصد بالمعرفة تفاعل كل من العمليات العقلية و العمليات المعرفية و المواقف الكلية التي يكونها شخص ما حول موضوع معين و ذلك بهذف حل مشكلة ما.

فالمعرفة اذا هي تفاعل بين:

  • العمليات الداخلية :الفهم التذكر.الانتباه الاستقبال.و المعالجة
  • الأنشطة التعلمية
  • المواقف الكلية حول العناصر.

المتعلم

هو فاعل أساسي في العملية التعليمية التعلمية يعتمد على استراتيجيات وقدرات متنوعة لمعالجة المعلومات الجديدة و ترتيبها و بنائها وفق نموذج علمي منطقي محظ.

فالمتعلم حسب النظرية المعرفية ليس متلقي و انما هو ذات فاعل تساعد على بناء المعرفة و اكتسابها و استثمارها .

مرتكزات النظرية المعرفية

الاهتمام بالعمليات المعرفية الداخلية ( الانتباه .الفهم.التذكر. استرجاع المعلومات .  معالجة المعلومات .) بغض النظر على التركيز عن المثيرات الخارجية ( أسرته الأستاذ ...).

عدم الاعتقاد بميكانيكية العملية التعليمية بحيث لا يتوقع بالضرورة وبمجرد اعطاء التعليمات للمتعلم.استجابته لها و تفاعله معها النظرية المعرفية لا تركز على سلوك المتعلم أثناء العملية التعلمية وانما تركز على دراسة الحالات الذهنية للفرد اعطاء أهمية قصوى لاستراتيجيات التعلم (الوعي . التخزين . المعالجة ...).

حدوث المعرف حسب النظرية المعرفية يمر عبر الاستراتيجيات التالية :

  • الانتباه الانتقائي للمعلومات
  • تفسير المعلومات
  • اعادة صياغة المعلومات و بناء معرفة جديدة
  • تخزين المعرفة المحصلة بالذاكرة
  • استرجاع المعلومات عند الحاجة اليها.

استرجاع المعلومات

معالجة المعلومات

استقبال المعلومات

التذكر

الفهم

الانتباه

ماذا لو حصل خلل ما على مستوى احدى العمليات الداخلية ؟

  • سيؤدي ذلك بالضرورة إلى خلل على مستوى اكتساب المعرفة.
  • صعوبة التعلم أو الديسليكسيا.
  • فقدان المتعلم الرغبة في التعلم و اكتساب المعرفة.
  • قد تصل النتائج إلى انقطاع المتعلم بسبب صعوبة مواكبته لعملية التعلم .