أسباب الخجل عند الأطفال وطرق علاجه

أسباب الخجل عند الأطفال، وكيفية التعامل مع الطفل الخجول، تعرف على علامات وأعراض وطرق علاج الخجل عند الأطفال النفسي وبالأعشاب.

أسباب الخجل عند الأطفال وطرق علاجه
علامات الطفل الخجول وطرق علاج هذه المشكلة

كيفية التعامل مع الطفل الخجول

وفقًا لمبادئ علم النفس، فإن الخجل ناتج عن إحساس الشخص السلبي تجاه نفسه. كالخوف من حكم الآخرين الذي يمكن أن يعيق قدرة الشخص على فعل أو قول أي شيء. حتى أنه يمكن أن يمنع تأسيس العلاقات الصحية.

غالبًا ما يرتبط الخجل بتدني احترام الذات. وقد يكون أيضًا أحد أسباب القلق الاجتماعي. لكن أظهرت التجارب والدراسات أن السلوك الخجول أمر طبيعي عند الرضع والأطفال الصغار. على سبيل المثال، قد يتشبث الرضيع بوالديه في المواقف الاجتماعية، أو يبكي، أو يتجنب التفاعل الاجتماعي عن طريق إخفاء رأسه أو إغلاق عينيه.

لا يستطيع الأطفال الخجولون في مرحلة ما قبل المدرسة التحدث عندما يتحدث إليهم الأطفال الآخرين. وقد يختبئون وراء والديهم أو يتجنبون المشاركة في الألعاب.

وقد يتجنب الطفل الخجول في المدرسة الإجابة على الأسئلة في الفصل. كما قد يواجه مشكلة في تكوين الصداقات. ويفضل الجلوس ومشاهدة الآخرين يلعبون أو تجنب الأنشطة الجديدة.

أظهرت الأبحاث أن شدة الخجل عند الأطفال تختلف وأن بعض الأطفال يكونون أكثر خجلًا من غيرهم. وفقًا للأطباء النفسيين، الخجل عند الأطفال أمر طبيعي لأنه جزء من مزاجهم الفريد للتفاعل مع العالم.

لكن تصبح هذه المشكلة مقلقة عندما تحدث في مرحلة المراهقة والبلوغ. كما يجب القول أن سلوك الآباء في تربية أطفالهم يمكن أن تفاقم المشكلة أو تمنعها. لذلك يمكنك مساعدة الطفل الخجول من خلال دعمه في المواقف الاجتماعية وتشجيع السلوك الشجاع.

يعاني بعض الأطفال الخجولين من القلق. لذلك، إذا كان خجل الطفل كبيرًا ويصعب تغييره، فيجب التحدث إلى طبيب نفساني للأطفال أو أخصائي نفسي.

علامات وأعراض الخجل عند الاطفال

من أولى علامات الخجل لدى الطفل والتي يمكن أن تسبب القلق عدم رغبته في ترك والديه أبدًا. ولكن عادة ما يجب تقييم خجل الأطفال الذين يكون أداؤهم ضعيفًا في دراستهم أو يواجهون صعوبة في تكوين الصداقات.

يمكن أن يسبب الخجل عند الأطفال الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية والقلق والاكتئاب . وقد يُظهر الأطفال الذين يتعرضون للمضايقة باستمرار سلوكًا عنيفًا للتعويض عن خجلهم. لذلك قد يكون الخجل عند الطفل مشكلة تستدعي العلاج إذا كان:

  • لا يمكنك أنت أو طفلك الذهاب إلى أي مكان بسبب الخجل.
  • يظهر الطفل علامات القلق والعزلة في المواقف الاجتماعية مثل الحفلات أو المدرسة.
  • يقول الطفل أنه يشعر بالوحدة ولكنه لا يعرف كيفية التواصل مع الأطفال الآخرين.
  • يشعر الطفل بأنه غير قادر على طرح الأسئلة أو الإجابة عليها في الفصل.

علاج الخجل عند الطفل

الأسباب الشائعة لخجل الطفل

وفقًا للإحصاءات، يولد حوالي 15٪ من الأطفال بشكل طبيعي وهم يعانون من الخجل. وقد أظهرت الأبحاث أيضًا اختلافات بيولوجية في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من الخجل.  كما يجب أن تعلم أن خجل الطفل يتأثر أيضًا بتجاربه الاجتماعية. حيث يُعتقد أن معظم الأطفال الخجولين يصابون بالخجل بسبب التفاعل غير السليم مع والديهم. لذلك، على الرغم من عدم وجود سبب محدد للخجل عند الطفل، يمكن أن تشمل بعض الأسباب المحتملة لخجل الطفل ما يلي:

  • الوراثة. يمكن أن تؤثر جينات معينة على مزاج الطفل وشخصيته.
  • نوع الشخصية. بعض الناس بطبيعتهم أكثر حساسية وعرضة للخوف والقلق من الظروف الخارجية أكثر من غيرهم. لذلك يمكن أن يكون يعاني الطفل بسبب شخصيته.
  • السلوك المكتسب. غالبًا ما يتعلم الأطفال كيفية التصرف من خلال مراقبة والديهم. إذا كنت شخصًا خجولًا ، فقد تعلم طفلك أن يكون خجولًا.
  • الروابط العائلية. في بعض الأحيان، يصبح الأطفال الذين لا يشعرون بالأمان في أسرهم أو حول الكبار خجولين. يمكن للوالدين الذين يفرطون في حماية أطفالهم أيضًا أن يغرسوا الإحراج أو الخوف في أطفالهم.
  • قلة التفاعل الاجتماعي. قد يصاب الأطفال الذين حرموا من التفاعل البشري في السنوات القليلة الأولى من نموهم بالخجل.
  • الانتقادات الشديدة. يميل الأطفال الذين يتعرضون باستمرار للسخرية أو المضايقة أو الانتقاد من قبل شخصيات مهمة مثل الآباء أو المعلمين أو الأصدقاء إلى الشعور بالخجل.
  • الخوف من الفشل.يمكن للأطفال الذين يشعرون بالهزيمة أو الضغط بسبب قيودهم الخاصة أن تظهر عليهم علامات الخجل.

لكن  يجب أن تعلم أن الخجل في بعض الأحيان يكون سببه مشاكل نفسية وعقلية وجسدية أخرى. على سبيل المثال:

  • قد تظهر على الطفل الذي يعاني من مشكلة التلعثم علامات الخجل عند التحدث إلى الآخرين. وعادة ما يبحث مثل هذا الطفل عن التواصل البصري لتأسيس تواصل اجتماعي ويشعر بخيبة أمل لأن حالته غير مفهومة.
  • قد لا يسمع الطفل الذي يعاني من ضعف السمع ما يقوله الناس، وقد لا يستجيب لهم، أو قد يواجه صعوبة في اتباع التوجيهات. في هذه الحالة، لن يتلقى بالتأكيد ردود فعل جيدة من البيئة وسيتم عزله.
  • قد يجد الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد (ASD) صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية. وبالتالي لا يلعب مثل الأطفال الآخرين ويبدو غير مهتم بالتفاعلات الاجتماعية.

أنواع الخجل عند الأطفال

من المعروف أن شدة الخجل عند الأطفال تختلف من طفل لآخر. حيث يمكن للعديد من الأطفال الذين يعانون من أعراض خفيفة من الخجل التغلب على هذه المشكلة مع تقدمهم في السن. لكن البعض الآخر الذي يعجز عن التخلص من الخجل قد يصبح معاقًا نفسيا بسبب القلق والخوف المستمر. يشمل الخجل في الأساس مجموعة واسعة من السلوكيات. لهذا السبب ، من الطبيعي أن يشعر الأطفال بالخجل أحيانًا في المواقف الجديدة.

تنظر بعض الثقافات، مثل الولايات المتحدة، إلى الخجل على أنه سلوك سلبي. بينما تميل بعض الثقافات الآسيوية إلى اعتبار الخجل سلوكًا إيجابيًا.

هل يمكن منع سلوكيات الخجل عند الطفل؟

يمكن للوالدين والمعلمين مساعدة الأطفال على تطوير المهارات التالية لمنع الخجل أو إدارته:

  • التعامل مع التغييرات
  • السيطرة على الغضب
  • استخدام الفكاهة
  • اظهر التعاطف
  • أن تكون حازما
  • التعامل معه بطيبوبة
  • مساعدة الآخرين
  • حفظ الأسرار

إن امتلاك كل هذه القدرات يمكن أن يساعد الطفل الخجول على التصرف بسهولة أكبر بين أقرانه وعدم إظهار علامات الخجل. لذلك ، كآباء ، يمكن أن يكون لديكم دور فعال في منع خجل الطفل الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات أو خجل طفل يبلغ من العمر عامين!.

طرق علاج مشاكل الخجل عند الطفل

لا يتم التعرف على أعراض الخجل عند الطفل وعلاجها بسرعة في بعض الأحيان لأن الخجل، على عكس العديد من الاضطرابات العاطفية، لا يؤدي في كثير من الأحيان إلى مشاكل لدى الطفل. لكن في بعض الأحيان قد يصاحب الخجل غضب أو سلوك عدواني يدفع الآباء إلى طلب العلاج.

عادة، يمكن للمعالجين تقييم خجل الطفل من خلال الانخراط في أنشطة مثل اللعب. كما يمكنهم أيضًا استخدام الدمى لتشخيص مشكلة الطفل.

فالعلاج في الوقت المناسب والتغلب على الخجل الشديد ضروريان لخلق احترام صحي للذات. لأن الخجل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في المدرسة وخلق العلاقات الاجتماعية. كما يمكن أن تساعد زيارة طبيب نفساني الطفل الخجول كثيرًا. حيث يمكن أن يعلمه الأخصائي النفسي المهارات الاجتماعية وكيفية معرفة علامات الخجل وطرق فهم أن الخجل في بعض الأحيان يكون سببه أفكار غير عقلانية.

كما يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق، الأطفال والبالغين على التعامل مع القلق الذي قد يكون أساس الخجل. لذلك تحدث إلى طبيب نفساني حول العلاج باللعب للأطفال الخجولين. وفي حالات نادرة ، قد يحتاج الطفل الخجول إلى دواء لتخفيف القلق.

كيف تتعامل مع الطفل الخجول؟

ربما لاحظت الآن أن مشكلة الخجل لا تزول دائمًا مع مرور الوقت. لذلك ، يجب أن يتعلم الأطفال أن يكونوا أكثر ثقة وراحة عند التواصل مع الآخرين. لذلك يمكن أن تساعدك النقاط التالية كثيرًا في كيفية التعامل مع الطفل الخجول:

  1. امنح الطفل الوقت ليشعر بالراحة. لا تجبره على الدخول بسرعة في أحضان الكبار غير المألوفين. بدلاً من ذلك، شجع الشخص البالغ على الاقتراب من طفلك بلطف من خلال اللعب معه.
  2. في المواقف الاجتماعية مثل مجموعات اللعب أو مجموعات الأبوة، ابق مع طفلك وشجعه على استكشاف المزيد. عندما يصبح طفلك أكثر راحة، يمكنك الابتعاد عنه تدريجياً لفترات قصيرة. على سبيل المثال ، اجلس على كرسي مع أشخاص بالغين آخرين بينما يلعب طفلك على الأرض. وإذا لزم الأمر، يمكنك في بعض الأحيان العودة إلى طفلك.
  3. أظهر لطفلك أن العواطف طبيعية وأنك ستساعده في إدارتها. على سبيل المثال، إذا لم يتركك عند دخولك الحفلة، انتظر بضع دقائق وتجول حول الحفلة بأكملها مع الطفل لتقليل قلقه.
  4. تجنب منح طفلك الكثير من الاهتمام. لأن ذلك يرسل رسالة الى طفلك مفادها أنك تعتقد أيضًا أن الموقف يستدعي الخوف. وقد يؤدي الاهتمام الزائد إلى تشجيع سلوك الطفل الخجول عن طريق الخطأ.
  5. شجع طفلك على الانخراط في سلوكيات شجاعة مثل الاستجابة للآخرين بدلاً من التواصل البصري. لهذا، عليك توخي الحذر بشأن ما يفعله طفلك.
  6. حاول إظهار سلوكياتك الاجتماعية بثقة كافية حتى يتمكن طفلك من التعلم منك. على سبيل المثال، عندما يستقبلك شخص ما، قل مرحبًا دائمًا بحزم واحترام.
  7. إذا قال أحدهم إن طفلك خجول، فقم بتصحيح ذلك برفق أمام طفلك. لا تدع الآخرين يصفون طفلك بأنه خجول. فهذا يدل على أنك تفهم مشاعر طفلك ويمكنك التعامل مع الموقف.
  8. شجع طفلك على التحدث عن أسباب خجله. ما الذي يخاف منه؟ تحدث إلى طفلك عن الأوقات التي مررت منها في حياتك في معاناتك من الخجل أيضا وكيف تغلبت عليه. لأن الأطفال الصغار غالبًا ما يرون والديهم على أنهم مثاليون، فالاعتراف بأنك أيضا كنت خجول في مرحلة ما من حياتك يمكن أن يجعل طفلك يشعر بالتحسن ويقلل من قلقه العام.
  9. عرّف طفلك عن عمد على مواقف جديدة. أولاً، اتبع التغييرات الصغيرة في سلوكه وقويها تدريجياً. على سبيل المثال، كافئه إذا قال مرحبًا لشخص قابله للتو. وادعمه دائما.
  10. دع طفلك يفعل ما يخشى فعله أمامك. امدحه على المهارات التي اكتسبها.

كيفية التعامل مع الطفل الذي يعاني من الخجل

وإذا كان طفلك يعاني من الخجل في سن المدرسة، فمن الأفضل الانتباه إلى النقاط التالية:

  1. شجع طفلك الخجول على اللعب مع أصدقائه. إذا تمت دعوة طفلك إلى منزل أحد الأصدقاء، فمن الأفضل أن تكون معه في البداية حتى يشعر براحة أكبر. ويمكنك تدريجيًا تقليل الوقت الذي تقضيه معه في منازل أصدقائه.
  2. مارس التمارين المتعلقة بالمدرسة مع طفلك في المنزل. سيساعد ذلك طفلك على الشعور براحة أكبر عند الوقوف أمام زملائه في الفصل.
  3. شجع طفلك على القيام ببعض الأنشطة اللامنهجية . حاول العثور على أشياء مثل الرياضة أو قراءات الشعر الجماعي التي من شأنها أن تعزز السلوك الاجتماعي للطفل الخجول.
  4. تجنب مقارنة الطفل الخجول بأخته أو أخيه أو أصدقائه.
  5. ساعد طفلك الخجول في تعزيز تقديره لذاته من خلال تشجيعه على اتخاذ خطوات صغيرة. على سبيل المثال، تدرب معه لتحية مدرس الفصل بصوت عالٍ كل يوم.

من بين النقاط التي أثيرت، يمكنك الإجابة على أسئلة قد تطرأ على بالك مثل ما الرياضة المناسبة للأطفال الخجولين؟ ماذا تفعل مع طفل خجول؟ كيف تتفاعل مع طفل خجول؟ .

علاج الخجل عند الطفل بالعلاجات العشبية

يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية العشبية إلى تقليل مستوى قلق الطفل. وهو مشكل عادة ما يؤدي إلى تكثيف أو بدء خجل الطفل. من بين الأدوية العشبية التي تخفف القلق ما يلي:

  • كس الصفصاف
  • زهرة لسان الثور
  • البابونج
  • الخزامى
  • النارنج

كما يجب أن تعلم أن الإفراط في تناول الأدوية العشبية يشكل خطورة على الأطفال وقد يسبب الحساسية.

علاج خجل الطفل بالطب التقليدي

لحسن الحظ ، فإن للطب التقليدي أيضًا حلولًا مثيرة للاهتمام لحل مشاكل الخجل عند الأطفال. وفقًا الطب التقليدي ، يجب تصحيح مزاج الطفل أولاً. لأن الأطفال الذين يعانون من المزاج البارد والبلغم هم أكثر عرضة لهذه المشكلة السلوكية.

لذلك من الأفضل إعطاء الطفل أطعمة دافئة مثل التمر وجوز الهند والموز والمانجو.  الى جانب إجراء العلاج بالروائح أو تدليك الجسم بالزيوت الأساسية مثل الزيتون والسمسم لأنها تقنيات تساعد على الاسترخاء ومحاربة القلق.

متى يجب أن ترى الطبيب؟

عادة ما يكون الطفل الخجول قلقًا في مواقف غير مألوفة أو عند التعامل مع الآخرين. 

وعلى الرغم من أن معظم مشاكل الأطفال يتم حلها مع تقدمهم في السن وبمساعدة والديهم ، إلا أن بعضهم يواجه العديد من المشاكل في حياتهم المستقبلية بسبب خجلهم. لذلك ، في الحالات الشديدة والتي لا يمكن السيطرة عليها ، تأكد من زيارة طبيب نفساني للأطفال أو طبيب نفسي.

المصادر