نظرية الذكاءات المتعددة عند جاردنر

نظرية الذكاءات المتعددة هي نظرية اسسها هوارد جاردنر تقول أن الإنسان يتميز بجموعة من أنواع الذكاء المختلفة منها اللغوي و الرياضي المنطقي و الشخصي والعلائقي العاطفي والمكاني والجسدي الحركي والموسيقي والطبيعي .

نظرية الذكاءات المتعددة عند جاردنر
الذكاءات المتعددة عند جاردنر

تعريف نظرية الذكاءات المتعددة

نظرية الذكاءات المتعددة من أشهر النظريات التي تشرح الذكاء ، أسسها هوارد جاردنر ، وتتمحور حول أن الإنسان يتميز بمجموعة من أنواع الذكاء المتعددة وأن الذكاء متفرع وليس واحد ، وذلك من خلال النقاط التالية :

  • تقترح نظرية الذكاءات المتعددة عند هوارد جاردنر أن الناس لا يولدون بكل أنواع الذكاء الذي يتميزون به عند بلوغهم.
  • تنتقد هذه النظرية الفكرة التقليدية القائلة بأن هناك نوع واحد من الذكاء ، يويرمز له أحيانًا بالرمز "g"  والمقصود به "الذكاء العام" ، والذي يركز فقط على القدرات المعرفية.
  • لتوسيع فكرة الذكاء، قدم غاردنر ثمانية أنواع مختلفة من الذكاء وتتألف من: اللغوي ، المنطقي أو الرياضي ، المكاني، الجسدي والحسي الحركي ، الموسيقي ، العاطفي أو العلائقي ، الذكاء الشخصي ، و  الطبيعي .
  • لاحظ جاردنر أن الذكاء اللغوي والرياضي المنطقي هو الأكثر تقييمًا في المدرسة والمجتمع.
  • يقترح جاردنر أيضًا أنه قد تكون في الشخص ذكاء "محتمل" آخر - مثل الذكاء الروحي والذكاء الوجودي والذكاء الأخلاقي - لكنه لا يعتقد أن هذه الذكاءات تلبي معايير الشمولية الأصلية. (جاردنر ، 2011).

تم اقتراح نظرية الذكاءات المتعددة لأول مرة من قبل هوارد جاردنر في كتابه 1983 "إطارات العقل" ، حيث وسع فيه تعريف الذكاء وحدد عدة أنواع متميزة من الذكاءات والكفاءات الفكرية.

طور جاردنر سلسلة من ثمانية معايير للتضمين أثناء تقييم ذكاء كل "مرشح" والذي كان قائمًا على مجموعة متنوعة من التخصصات العلمية.

وكتب أنه قد يكون لدينا جميعًا هذه الذكاءات ، لكن ملفنا الشخصي لهذه الذكاءات قد يختلف من فرد لاخر بناءً على الجينات أو الخبرة.

يعرّف غاردنر الذكاء بأنه "قدرة بيولوجية نفسية لمعالجة المعلومات التي يمكن تنشيطها في بيئة ثقافية لحل المشكلات أو إنشاء منتجات ذات قيمة في الثقافة" (جاردنر ، 2000 ، ص 28).

 الذكاء اللغوي "الكلمة الذكية"

الذكاء اللغوي هو جزء من نظرية الذكاءات المتعددة عند هوارد جاردنر الذي يتعامل مع الغة المنطوقة والمكتوبة ، والقدرة على تعلم اللغات ، والقدرة على استخدام اللغة لتحقيق أهداف معينة.

يتمتع الأشخاص ذوو الذكاء اللغوي ، مثل ويليام شكسبير وأوبرا وينفري ، بالقدرة على تحليل المعلومات وإنشاء منتجات تتضمن اللغة الشفوية والمكتوبة مثل الخطب والكتب والمذكرات.

الخيارات المهنية المتاحة في الذكاء اللغوي

الوظائف التي يمكن أن تهيمن عليها بذكائك اللغوي هي:

  • مؤلف
  • أمين

 الذكاء المنطقي الرياضي "الحساب والتفكير الذكي"

يشير الذكاء المنطقي الرياضي إلى القدرة على تحليل المشكلات منطقيًا ، وتنفيذ العمليات الحسابية ، والتحقيق في المشكلات بطريقة علمية.

يتمتع الأشخاص ذوو الذكاء المنطقي الرياضي ، مثل ألبرت أينشتاين وبيل جيتس ، بالقدرة على تطوير المعادلات والبراهين وإجراء الحسابات وحل المشكلات المجردة.

الخيارات المهنية المتاحة في الذكاء الرياضي

الوظائف التي يمكن أن تشغلها بالذكاء المنطقي الرياضي :

  • رياضياتي
  • محاسب
  • إحصائي
  • عالم
  • محلل كمبيوتر

 الذكاء المكاني "الصورة الذكية"

يتميز الذكاء المكاني بإمكانية التعرف على أنماط المساحة الواسعة ومعالجتها (تلك المستخدمة ، على سبيل المثال ، من قبل الملاحين والطيارين) بالإضافة إلى أنماط المناطق المحصورة ، مثل تلك التي تهم النحاتين والجراحين ولاعبي الشطرنج والرسم. والفنانين أو المهندسين المعماريين.

يتمتع الأشخاص ذوو الذكاء المكاني ، مثل فرانك لويد رايت وأميليا إيرهارت ، بالقدرة على التعرف على الصور المكانية الواسعة النطاق وذات الحبيبات الدقيقة ومعالجتها.

الخيارات المهنية المحتملة

الوظائف التي يمكن أن تشغلها بالذكاء المكاني:

  • طيار
  • دكتور جراح
  • مهندس معماري
  • مصصم جرافك
  • مهندس ديكور

 الذكاء الجسدي الحركي "الجسد الذكي"

الذكاء الحركي الجسدي هو إمكانية استخدام الجسم بالكامل أو أجزاء من الجسم (مثل اليد أو الفم) لحل المشاكل أو لمنتجات الموضة.

يتمتع الأشخاص ذوو الذكاء الجسدي الحركي ، مثل مايكل جوردان وسيمون بايلز ، بالقدرة على استخدام جسدهم لإنشاء منتجات أو أداء مهارات أو حل المشكلات من خلال اتحاد العقل والجسم.

الخيارات المهنية المحتملة

الوظائف التي يمكن أن تشغلها بالذكاء الجسدي الحركي:

  • راقصة أو راقص
  • رياضي
  • دكتور جراح
  • ميكانيكي
  • نجار
  • معالج فيزيائي.

 الذكاء الموسيقي "الموسيقى الذكية"

يشير الذكاء الموسيقي إلى المهارة في الأداء والتأليف وتقدير الأنماط الموسيقية.

يتمتع الأشخاص ذوو الذكاء الموسيقي ، مثل بيتهوفن وإد شيران ، بالقدرة على التعرف على النغمة الموسيقية والإيقاع والجرس والخصائص الموسيقية وإنشاءها.

الخيارات المهنية المحتملة

الوظائف التي يمكن أن تشغلها بالذكاء الموسيقي:

  • مغني
  • ملحن
  • دي جي
  • موسيقي او عازف

 الذكاء العاطفي العلائقي

الذكاء العاطفي العلائقي هو القدرة على فهم نوايا ودوافع ورغبات الآخرين وبالتالي التفاعل بفعالية مع الآخرين.

يتمتع الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العلائقي ، مثل المهاتما غاندي والأم تيريزا ، بالقدرة على التعرف على مزاج الآخرين ورغباتهم ودوافعهم ونواياهم وفهمها.

الخيارات المهنية المحتملة

الوظائف التي يمكن أن تشغلها بالذكاء العاطفي:

  • معلم
  • الطبيب النفسي
  • مدير
  • مندوبي المبيعات
  • العلاقات العامة

 الذكاء الشخصي "الذكاء الذاتي"

الذكاء الشخصي هو القدرة على فهم الذات ، والحصول على نموذج عمل فعال للنفس - بما في ذلك الرغبات والمخاوف والقدرات - واستخدام هذه المعلومات بشكل فعال في تنظيم الحياة الخاصة.

يتمتع الأشخاص ذوو الذكاء الشخصي ، مثل أرسطو ومايا أنجيلو ، بالقدرة على التعرف على المزاج الخاص والرغبات والدوافع والنوايا وفهمها.

يمكن أن يساعد هذا النوع من الذكاء الشخص على فهم أهداف الحياة المهمة وكيفية تحقيقها.

الخيارات المهنية المحتملة

الوظائف التي يمكن أن تشغلها بالذكاء الشخصي:

  • المعالج
  • الطبيب النفسي
  • مستشار
  • ريادي
  • رجال الدين

 الذكاء الطبيعي "الطبيعة الذكية"

يتضمن الذكاء الطبيعي الخبرة في التعرف على العديد من الأنواع الطبيعية - النباتات والحيوانات - في البيئة وتصنيفها.

يتمتع الأشخاص ذوو الذكاء الطبيعي ، مثل تشارلز داروين وجين جودال ، بالقدرة على التعرف والتمييز بين الأنواع المختلفة من النباتات والحيوانات وتكوينات الطقس الموجودة في العالم الطبيعي.

الخيارات المهنية المحتملة

الوظائف التي يمكن أن تشغلها بالذكاء الطبيعي:

  • عالم النبات
  • أحيائي
  • عالم الفلك
  • عالم الأرصاد الجوية
  • جيولوجي

الإنتقادات

جاءت معظم انتقادات نظرية الذكاءات المتعددة من علماء النفس الإدراكيين وعلماء القياس النفسيادعى علماء النفس المعرفي مثل ووترهاوس (2006) أنه لا يوجد دليل تجريبي على صحة نظرية الذكاءات المتعددة.

يجادل علماء القياس النفسي ، أو علماء النفس المشاركون في صياغة لاختبارات ، بأن اختبارات الذكاء تدعم وجود مفهوم عام وواحد للذكاء ، "g" ، بدلاً من الذكاءات الثمانية المتميزة (جوتفريدسون ، 2004). 

تتضمن بعض الردود على الإنقادات التي وجهت لنظرية الذكاءات المتعددة أنها لا تعارض وجود الذكاء العام "g" ؛ بل أنه متساوي مع الذكاءات الأخرىوأن العديد من النقاد يتجاهلون معايير التضمين التي حددها جاردنر.

فهذه المعايير مدعومة بقوة بالأدلة التجريبية في علم النفس ، وعلم الأحياء ، وعلم الأعصاب ، ومجموعة من العلوم الأخرىيعترف غاردنر بأن علماء النفس التقليديين على صواب في قولهم بالذكاء العام، وينتقد عدم وجود تعريفات عملية للذكاء ، أي لمعرفة كيفية قياس واختبار الذكاءات المختلفة (ديفيس ، 2011).

تفاجأ غاردنر عندما اكتشف أن نظرية الذكاءات المتعددة قد استخدمت على نطاق واسع في السياقات التعليميةوطور هذه النظرية لتحدي علماء النفس الأكاديميين ، وبالتالي لم يقدم العديد من الاقتراحات التربويةلهذا السبب ، كان المعلمون والمربون قادرين على أخذ النظرية وتطبيقها على النحو الذي يرونه مناسبًا.

فمع اكتساب النظرية شعبية واسعة في هذا المجال ، أكد غاردنر أن الممارسين يجب أن يحددوا أفضل استخدام للنظرية في الفصول الدراسيةوغالبًا ما رفض فرص المساعدة في تطوير المناهج التي تستخدم نظرية الذكاءات المتعددة ، واختار تقديم المراجعات "الفيدباك" فقط (جاردنر ، 2011).

نظرية الذكاءات المتعددة في التعلم

يمكن تلخيص أهم المضامين التربوية في نظرية الذكاءات المتعددة من خلال التفرد والتعدديةيفترض التفرد أنه نظرًا لأن كل شخص يختلف عن الآخر ، فلا يوجد سبب منطقي لتدريس وتقييم التلاميذ بشكل متماثل.

تم تخصيص التعليم الفردي عادةً للأثرياء وغيرهم ممن يستطيعون توظيف مدرسين لتلبية احتياجاتهم الفردية.

أتاحت التكنولوجيا الآن لعدد أكبر من الناس الوصول إلى مجموعة متنوعة من التعاليم والتقييمات حسب احتياجاتهمفالتعددية هي فكرة أن الموضوعات والمهارات يجب تدريسها بأكثر من طريقة ، بهدف تنشيط الذكاءات المتعددة للفرد.

يساعد تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة والأساليب للتعلم في الوصول إلى جميع الطلاب ويشجعهم على أن يكونوا قادرين على التفكير في الموضوعات من وجهات نظر مختلفة ، مما يؤدي إلى تعميق معرفتهم بهذا الموضوع (جاردنر، 2011).

من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول نظرية الذكاءات المتعددة هو جعلها مرادفة لأساليب التعلميوضح هوارد جاردنر أن أساليب التعلم تشير إلى الطريقة التي يشعر بها الفرد براحة أكبر في التعامل مع مجموعة من المهام والمواد.

وتنص نظرية الذكاءات المتعددة على أن كل شخص لديه جميع الذكاءات الثمانية بدرجات متفاوتة من الكفاءة وأن أسلوب الفرد في التعلم لا علاقة له بالمجالات التي يكون فيها أكثر ذكاءًا.

على سبيل المثال ، قد لا يتعلم الشخص الذي يتمتع بذكاء لغوي بشكل أفضل بالضرورة من خلال الكتابة والقراءةفقد يؤدي تصنيف التلاميذ حسب أساليب التعلم أو الذكاء وحده إلى الحد من قدرتهم على التعلم.

تظهر الأبحاث أن التلاميذ والطلاب يكونون أكثر تفاعلًا ويتعلمون بشكل أفضل عندما يتم إعطاؤهم طرقًا مختلفة لإظهار معارفهم ومهاراتهم ، مما يساعد المعلمين أيضًا على تقييم تعلم التلاميذ بشكل أكثر دقة (دارلينج هاموند ، 2010).